أصبح التهاب المعدة والأمعاء مرض العصر، الذي يعانيه عدد كبير من الناس. وأصبحت معه مراجعة الطبيب غير مجدية، والأدوية غير نافعة، في الكثير من الحالات، ما يحتم اتخاذ التدابير الوقائية أكثر من اللجوء إلى الاستشارة الطبية. ولعل الجهاز الهضمي، هو أكثر أعضاء الجسم حساسية وتأثرا بالتغذية، التي يقبل عليها الإنسان، خاصة بعد أن أصبحت المواد الغذائية التي يستهلكها خاضعة للتصنيع بمواد كيماوية وحافظة وملونة، وهي ما ينصح الأطباء بتجنبها قدر الإمكان. غير أنه، مع ذلك، يمكن اتخاذ بعض التدابير الوقائية، في حالة الإصابة بالتهاب المعدة، واتباع نظام غذائي صحي يستجيب له الجهاز الهضمي دون مضاعفات، وبهذا الخصوص، يقدم خبراء التغذية والمختصين بعض النصائح الأولية، التي من شأنها أن تساهم في التخفيف من آلام المعدة والأمعاء، أو الوقاية منها. أكثروا من شرب الماء - إذا كنتم تشعرون بالغثيان، فلا داعي لتناول الطعام، مهما كان. لكن من الضروري شرب الماء (أو أي محلول يعوض الماء الذي خسره الجسم) بجرعات صغيرة قدر الإمكان. فبسبب الإسهال والتقيؤ، يخسر الجسم كمية كبيرة من الماء ينبغي تعويضها. - لابد من تفادي، بصورة كلية، المشروبات الغازية، فهي عالية الحموضة، ولا تستطيع الأمعاء الضعيفة، بسبب المرض، تحملها، وإن كان الأفضل التخلي عن استهلاكها، أو على الأقل التقليل منها، حتى لو كان الإنسان في صحة جيدة. - إن لم تتقبلوا شرب الماء، استبدلوه بنقوع أو ماء محلى بالسكر، كذلك تستطيعون تناول ملعقة من العسل. - بالإضافة إلى ذلك، تفادوا القهوة. فصحيح أن ارتشاف كميات ضئيلة منها قد يعود بالفائدة على البعض، إلا أنه يهيج أمعاء البعض الآخر، ويزيد الإسهال حدة. - بعد أن تتخطوا المرحلة الأكثر صعوبة من التهاب المعدة والأمعاء، وتشعروا أنكم قادرون على تناول بعض الأطعمة، أحسنوا انتقاء أطباقكم واكتفوا بكميات قليلة، في البداية. تفادوا بعض الأطعمة كثيرا ما تتسبب الأطعمة الدسمة، والغنية بالألياف، مثل الخضر الخضراء والفواكه الطازجة، في تهييج المعدة، رغم ما قد يكون لبعضها من فائدة كبيرة، لذا ينبغي التعرف على ما يمكن تفاديه وتناول ما ينصح به في هذه الحالات، إذ: - يمكنكم تناول كميات صغيرة من مشتقات الحليب، مثل اللبن أو قطعة صغيرة من الجبن. - يفضل استهلاك النشويات، خصوصا الأرز الأبيض والمعكرونة. - حاولوا تناول الخبز الأبيض وحبوب الفطور الخالية من السكر. - يمكنكم تناول الجزر المطهو. - تستطيعون، أيضا، أن تضيفوا إلى الجزر والنشويات قطعة صغيرة من اللحم، الخالي من الدهن، أو السمك المطهو جيدا. - كذلك، بإمكانكم تناول الفاكهة المطهوة والمهروسة، لكن لا تكثروا منها في البداية. - إذا عاودكم الشعور بالغثيان، توقفوا عن الأكل، وانتظروا نصف ساعة قبل أن تحاولوا مجددا. - تفادوا التدخين أو تناول المواد الكحولية، لأن من شأن ذلك الزيادة في تدهور وسوء حالة بطانة المعدة. قوموا بالخطوات الضرورية عندما يصاب رضيع أو مسن بالتهاب المعدة والأمعاء، يجب إيلاؤه الاهتمام اللازم، والكبير، لأن جسمه يجف بسرعة. وهنا، ينبغي حتما استشارة الطبيب الذي يعود له الاختصاص في تحديد الدواء وكميته المطلوبة في مثل هذه الحالات. من الخطوات الضرورية، أيضا، الحد من التهاب المعدة والأمعاء، بالانتباه لنظافة اليدين، وغسلهما في كل مرة استدعت الضرورة ذلك، خصوصا أثناء وبعد استخدام الحمام، وقبل تحضير وجبة طعام. مع استعمال المواد المعقمة لليدين، وحتى لغسيل الأطباق والأواني، لأن من شأن البكتيريا أن تزيد من آلام المعدة، التي تصبح أكثر حساسية وقابلية للالتهاب. وفضلا عن وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية، فإن تناول مضادات الالتهابات مثل الأسبرين، قد يزيد من نسبة الحموضة في المعدة.