شرعت 3 مجموعات اقتصادية في إجراء مشاورات تمهيدية لإنشاء صندوق مشترك للاستثمار في الإعلام ودعم المقاولات الإعلامية. وذكر مصدر مطلع أن ممثلين عن هذه المجموعات الاقتصادية («الضحى» و«سهام» وسعيد لعلج مستثمر في الصناعة الغذائية) عقدوا لقاءات أولية مع مدراء بعض الجرائد لجس النبض حول ما إذا كان لديهم استعداد لفتح رأسمال مقاولاتهم الصحفية أمام مستثمرين خواص لهم رغبة في شراء نسبة من أسهمها. وبحسب المصدر نفسه، فإن هذه المجموعات الاقتصادية تفضل شراء أسهم في مقاولة صحفية قائمة الذات، بدل الدخول في مغامرة تأسيس مقاولات جديدة قد تتعثر في منتصف الطريق. ومن الإشكالات التي أثيرت في هذه اللقاءت الأولية مع بعض الجرائد تلك المتعلقة بالحدود الفاصلة بين التحرير ورأسمال المال، غير أن هذه القضية، بحسب مصدر مقرب من أصحاب هذا الصندوق المشترك، يمكن أن تجد لها حلا من خلال الاحتكام إلى ميثاق يتم فيه التنصيص على الفصل التام بين التحرير ورأس المال، كما هو معمول به في تجارب صحفية في أوربا وأمريكا. وقال مولاي احفيظ العلمي، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب والرئيس المدير العام لمجموعة «سهام»، إن إنشاء صندوق مشترك لدعم قطاع الإعلام هو مجرد فكرة رائجة، غير أنها لم تخرج بعد إلى النور ولم يتخذ بشأنها أي قرار، مشيرا إلى أن مجموعته «سهام» لم تتوصل إلى حد الآن بأي ملف جاهز بخصوص هذه القضية قصد التداول فيه. وقال مولاي احفيظ العلمي في اتصال مع «المساء» إنه شخصيا واحد من المستثمرين الخواص، الذين ساهموا في وقت سابق في دعم العديد من المقاولات الصحفية المكتوبة ذكر منها «ليكونوميست» و«لافي إيكونوميك»، بل إنه ساهم أيضا في مشروع القناة الثانية عندما كان كاتبا عاما ل«أونا»، مؤكدا أن «دعم المجموعات المالية والاقتصادية لقطاع الإعلام خطوة مهمة في اتجاه تحسين وضعية المقاولات الصحفية لانخراطها في تنمية البلد». وفي الوقت الذي تعتبر فيه بعض المصادر أن دخول مثل هذه المجموعات الاقتصادية في رأسمال الصحف هو خطوة في اتجاه التحكم في خطها التحريري، قال محمد حفيظ، الكاتب العام للفيدرالية المغربية للإعلام، إنه لا يرى مانعا في دخول المجموعات المالية والاقتصادية في دعم المشاريع الصحفية إذا كانت هذه المجموعات تشتغل بشكل شفاف، خاصة أن بعض الصحافيين لديهم كفاءات، لكن ليست لديهم الإمكانيات اللازمة لإنشاء مقاولات صحفية، مشيرا، في تصريح ل«المساء»، إلى أن مصدر التخوف في هذه القضية هو أن تكون هناك تبعية للتحرير لرأس المال. وقال حفيظ إن العديد من المستثمرين ساهموا في دعم المقاولات الصحفية باستقلالية تامة وتعرضوا لمضايقات من طرف أجهزة الدولة.