أكد المخرج المغربي سعد الشرايبي، أن الأعمال السينمائية التي تتناول القضية النسائية بالمغرب، عرفت في الوقت الراهن “تطورا كميا». وأشار الشرايبي على هامش عرض فيلمه (نساء ونساء) ضمن فقرات المهرجان الدولي الأول للمرأة و التنمية ( 9 و10 مارس الجاري) الذي نظم بمكناس إلى أنه حصل تطور في الأعمال السينمائية المغربية التي تتناول قضية المرأة، من خلال الحضور القوي للعنصر النسوي في أغلب الأفلام ومنحه دورا أساسيا، وذلك إثر إجراء مقارنة بين الأعمال السينمائية التي تناولت قضية المرأة خلال سنوات الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي والأفلام التي عالجت واقع المرأة في الوقت الراهن مع الابتعاد عن الشخصية النمطية والتركيز على شخصيات لديها تفاعل مع المجتمع. واعتبر الشرايبي أن فيلمه «نساء ونساء»، الذي صور سنة 1997 بمدينة الدارالبيضاء, وتم إخراجه سنة 1998، ساهم في إخراج ظاهرة العنف ضد النساء من دائرة الطابوهات، ليصبح الحديث عن هذه الظاهرة بشكل علني، مشيرا إلى أن هذا الفيلم أثار لحظة ظهوره ضجة كبيرة، وأصبحت ظاهرة العنف ضد النساء، متداولة في مختلف المنابر الإعلامية . وأشار إلى أن مواضيع أعماله السينمائية النسوية، تنطلق من الواقع المعاش للمجتمع المغربي، وما يعرفه المجتمع من تطور، لاسيما على مستوى العلاقات بين الأفراد، معتبرا أن ثلاثيته “نساء ونساء”، و“جوهرة بنت الحبس”، و“نساء في مرايا”، مقتبسة من عمق الواقع المغربي، لترصد حياة النساء المغربيات، خصوصا النساء المضطهدات، اللواتي يعشن شتى أنواع العنف الجسدي والفكري، والعنف في العمل. وتدور أطوار فيلم ”نساء ونساء“، الذي حاز على أزيد من عشر جوائز وطنية ودولية، حول قصة أربع صديقات يحاربن العنف ضد النساء، تفرقت بهن السبل والمصائر، لينعقد اللقاء بعدها، فيمتطين صهوة البوح بمعاناتهن وهمومهن، ويتعلق الأمر بشخصية زكية الصحافية (الممثلة منى فتو)، وكلثوم (سليمة بنمومن)، المعلمة بإحدى المدارس الابتدائية، وليلى صاحبة مصنع (فاطمة خير)، وغيثة (ثريا العلوي)، التي جسدت دورا، تأرجحت خلاله بين العمل والبيت. كما تميز هذا المهرجان, بالإضافة إلى ندوات علمية، وعروض سينمائية، ومسابقات رياضية، وتكريم فعاليات نسائية، بتنظيم معرض جماعي للفن التشكيلي، برواق باب منصور بالهديم، يضم 50 لوحة، تتناول موضوع المرأة، لفنانين مغاربة وأجانب، ويتعلق الأمر بكل من أماتي إريك (فرنسا)، وسوزان سطاند دانجر (السويد)، ومحمد هروان (مغربي مقيم ببلجيكا)، ومحمد بلحاج جاكي (مغربي مقيم بفرنسا)، وكذا نجاة الباز، ومحمد بوهيا من المغرب.