ضمن برنامج الصالون الثقافي، وبحضور وجوه إعلامية وثقافية وفنية وحقوقية، احتضنت المكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، مؤخرا، لقاء تواصليا تخلله توقيع كتاب الصحافية والكاتبة والشاعرة مليكة و اليالي «الصحراء صرخات ملتهبة»، الذي يتتبع فصول المعاناة التي عاشها المحتجزون في مخيمات تندوف ردحا طويلا من الزمن، ويعيد تركيب تلك المأساة من خلال شهادات الناجين من ذلك الجحيم. وفي كلمته التقديمية وقراءته للكتاب، قال عبد الله الشيخ إن الكتاب يعتبر مرجعا في التعريف بالقضية الوطنية، ووصفه بكونه فيلما وثائقيا مكتوبا ويستحق أن يرى النور في إطار تصويري، وبأنه يفضح مؤامرات البوليساريو ويتحدث عن عمق الشهادات والتعذيب. وأشار الشيخ إلى أن الكاتبة توفقت بحسها النقدي والمنهجي في رصد تطورات القضية والمقاربات التي رافقت الملف، ومنها المبادرة الملكية المتمثلة في الحكم الذاتي، والتعثرات من خلال تسع جولات من المفاوضات واتحاد المغرب العربي كحل للقضية والأسس الحقيقية للديبلوماسية الفاعلة. كما أشار إلى شح الاهتمام بدعم الكتاب من طرف مجموعة من الجهات وإلى ندرة القراء وإلى أهمية دعم مثل هذه الكتابات الجادة للتعبير عن عمق القضية الوطنية. وفي جو طبعته الحميمية والنقاش الموسع حول القضية الوطنية، قالت مليكة واليالي إن هذا الكتاب يعد حلقة من سلسلة ويعكس اختيارا ينطلق أولا من تحدرها من الأقاليم الصحراوية، وثانيا من معاناة أحد أقاربها من الأسر والذل والهوان في مخيمات تندوف. ورصدت الكاتبة أهم الخطوات التي رافقت اهتمامها بالقضية، وقالت إنها ستستمر في إطار برامج إبداعية مستقبلية في تسخير كل جهودها للدفاع عن القضية الوطنية حتى آخر رمق. وأشارت إلى أن المجتمع المدني والحكومة مدعوان إلى تكثيف الجهود في إطار دبلوماسية حقيقية وقوية تدعم القضية لدحض كل المكائد التي تحيكها البوليساريو ضد المغرب ومغربية الصحراء. ودافعت الصحافية والكاتبة واليالي بقوة عن الطرح المغربي في إطار الحكم الذاتي، وأكدت على ضرورة اعتماد الحل الأنجع من خلال إقناع بلدان المغرب العربي باعتماد المقترح المغربي لحل القضية. وأشارت إلى أهمية الدعم لترجمة كتابها إلى لغات أخرى لدعم القضية الوطنية، وهو الأمر الذي وعدت به عزيزة يحضيه عمر، رئيسة كاتبات المغرب، التي أكدت أنها ستدعم هذا التوجه لترجمته إلى خمس لغات. وقالت يحضيه إن القضية الوطنية بالفعل تستحق بذل الكثير من الجهود، وأن التواصل قائم منذ عهود قديمة بين شمال المغرب وجنوبه. كما أبدت اهتمامها بقيمة الكتاب وبكل الرهانات الكفيلة بخدمة القضية الوطنية. من جهته، تحدث الضابط المتقاعد علي نجاب، الذي أمضى 25 سنة أسيرا لدى جبهة البوليساريو، والذي يعد من بين من أدلوا بشهادة غنية في الكتاب، إلى الحاضرين بحب وبغيرة عن الوطن، مؤكدا أن القضية الوطنية ما تزال بحاجة إلى عمق في التحليل والدبلوماسية وعمق في التعامل، منبها إلى ضرورة استثمار شهادات الناجين من جحيم تندوف في دعم القضية، ومذكرا بشهادته أمام أنظار اللجنة الرابعة لهيئة الأممالمتحدة، مشيرا إلى أهمية فلسفة تصالح العائدين مع وطنهم الأم المغرب، ومذكرا بالجهود الكبيرة التي تبذلها القوات المسلحة في دعم الأمن والاستقرار والدفاع عن البلاد من البوليساريو. وأدلى نجاب أيضا بشهادة حية بحس تفاعلي ونقدي عال تشير تارة إلى المرارة وتارة أخرى إلى استراتيجية فاعلة لدعم التطور الإيجابي للقضية.