عاش أنس الزنيتي حارس المغرب الفاسي لحظات عصيبة عقب مباراة الفريق أمام الوداد أول أمس السبت، ضمن منافسات الجولة 17 من البطولة «الاحترافية»، والتي انتهت متعادلة دون أهداف، إذ فقد اللاعب وعيه وأغمي عليه، إثر محاولته التصدي لتمريرة من رجل يونس السقاط، قبل أن ينقل إلى المستشفى لتلقي العلاج. لقد وضع كثيرون أيديهم على قلوبهم، وسادت حالة من الهلع وسط مسؤولي فريقي المغرب الفاسي والوداد، وأيضا جمهور الفريقين الذي كان يتابع المباراة ويمني النفس بفوز فريقه، فإذا به أصبح يمني النفس بأن يتجاوز الزنيتي محنته، ويعود سليما معافى لوالدته ولفريقه ولجمهور الكرة الواسع في شتى أنحاء المغرب، ففي مثل هذه الوقائع لا يصبح لنتيجة المباراة أي معنى، بقدر ما أن المهم هو سلامة اللاعب. مثل هذه الوقائع تحدث في جميع البطولات وفي الكثير من أنحاء العالم، لا فرق في ذلك بين بطولة هاوية أو نصف احترافية أو احترافية، لكن ما حدث للزنيتي وبرغم التدخل الفعال لطبيبي «الماص» والوداد حميد فضول وعبد العالي العربي، إلا أنه يفرض إعادة النظر في الأطقم الطبية للفرق وفي مدى توفر الملاعب والفرق على أطباء متخصصين في الحالات الاستعجالية، وأيضا في معدات ووسائل الإسعاف المستعجلة، فقد لاحظ كثيرون أثناء إصابة الزنيتي كيف أن وقتا كثيرا تم استنفاذه بسبب أن سيارة الإسعاف ذو اللون الأحمر مخصصة للجمهور، قبل أن يتم اللجوء إلى سيارة إسعاف ثانية، وفي مثل هذه الحالات فإن عامل الزمن مهم، وعدم التعامل معه بفعالية، قد يؤدي إلى الوفاة لا قدر الله، لذلك يجب التفكير أكثر في ما يحمي حياة اللاعبين، والمتفرجين، فحياتهم لا تقدر بثمن، ومن المفروض التفكير في جميع التفاصيل. وإذا كانت واقعة إصابة الزنيتي خلفت حالة من الخوف والهلع، إلا أن تضامن جمهور فريقي الوداد والمغرب الفاسي، وانتقال مسؤولي الفريق «الأحمر» برئيسهم عبد الإله أكرم والمدرب بادو الزاكي والعديد من مسؤولي الفريق إلى المصحة، وأيضا انتقال أفراد من محبي الفريقين للاطمئنان على صحة حارس «الماص» يكشف أن كرة القدم لها أيضا وجهها المضيئ وأنه يجب إبراز هذه اللحظات المضيئة، وخلق جو من الوئام بين الفرق، لا أن تنشب الحروب الأهلية بدون سبب، علما أنه في النهاية سيفوز فريق واحد باللقب.