قال مصدر أمني ل«المساء» إن حملة غير مسبوقة تستهدف الأفارقة المقيمين بالمغرب بطرق غير شرعية، وكذا الحاصلين على بطائق لجوء سياسي مزورة بعد أن تم ضبط أزيد من 200 إفريقي بوثائق إقامة مزورة في أقل من شهر. وجاءت الحملة الأمنية الواسعة بعد أن عمد 21 مهاجرا من دول إفريقية مختلفة بطريقة غير شرعية، إلى اقتحام البوابة الحدودية الفاصلة بمليلية المحتلة، عبر سيارات «انتحارية»، بعد تكسير الحواجز والبوابات المانعة واجتياز الأسوار الحدودية باستعمال سيارات تعرف باسم «المقاتلات» والتي تستعمل عادة في التهريب. واخترقت سيارتان، إحداهما تضم اثني عشر مهاجرا، وأخرى بداخلها تسعة آخرون، البوابة الفاصلة دون أن تصيب رجال الأمن أو عناصر الجمارك. من جهة ثانية، حرك مشتبه بهم أفارقة عناصر الأمن المختصة في مكافحة الجرائم المالية، طيلة الأسبوع الجاري، بعد أن أفادت تقارير أمنية أن أشخاصا من نيجيريا وغامبيا دخلوا إلى المغرب بطريقة غير شرعية وبحوزتهم أزيد من 200 بطاقة بنكية فارغة باسم بنك أمريكي، إضافة إلى جوازات سفر مزورة، وعدد من الآليات المتطورة، التي تستعمل في تزوير وقراءة بطائق الائتمان. ولم تشمل الحملة الأمنية الدارالبيضاء فقط، بل امتدت لتصل إلى وجدة وطنجة والرباط، هذه الأخيرة التي تشهد تحرك العشرات من رجال الشرطة القضائية والأمن العمومي، التابعين للمنطقة الأمنية الثالثة بالرباط والذين شاركوا في عملية غير مسبوقة تمثلت في مداهمة مفاجئة لحي التقدم، الذي يوصف بأنه أحد أكبر معاقل المهاجرين السريين الأفارقة بالعاصمة. وحسب وزارة الداخلية، يتحدر غالبية الموقوفين من مالي والسنغال وغامبيا ونيجيريا وغانا، علما أنه من الصعب تحديد جنسية المهاجرين الذين يوجدون في المغرب في وضعية عبور، إذ غالبا ما يدلون بتصريحات خاطئة حول جنسياتهم أملا في الحصول على وضعية لاجئ، فيما أشار بحث «المغاربة ومهاجرو بلدان إفريقيا جنوب الصحراء» إلى أن هناك حوالي 40 جنسية معنية بهذه التدفقات السرية، إذ يظل المواطنون النيجيريون الأكثر وجودا (15,7 في المائة)، متبوعين بالماليين (13,1 في المائة) ثم السنغاليين (12,8 في المائة)، ويأتي بعدهم الكونغوليون والإيفواريون والغينيون والكامرونيون، وبعدد أقل الغامبيون والغانيون والليبيريون والسيراليونيون. وحسب المنظمات الأممية المعنية بشؤون اللاجئين والهجرة، فإن الأغلبية المطلقة من هؤلاء المهاجرين تفد من أنغولا والسينغال والكونغو وكوت ديفوار وليبيريا وبلدان إفريقية أخرى، وتقر المنظمات الأممية بصعوبة حصر أعداد الأفارقة القادمين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الذين يختارون الاستقرار بالمغرب، في انتظار الانقضاض على الحلم الأوربي، سواء عبر ما يسمى «قوارب الموت» أو عبر تسلق السياج الذي تحيط به السلطات الإسبانية مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.