تمكنت عناصر الشرطة يوم الأحد الماضي، من القبض على أفراد شبكة دولية لتزوير البطاقات المصرفية، تتخذ من المغرب مقرا لها، وقد ناهزت قيمة ما استولت عليه 50 مليون درهم، بعد ما كشفت معلومات توصلت بها عناصر الأمن المختصة في مكافحة الجرائم المالية، عن أن أشخاصا من نيجيريا وغامبيا أدخلوا أكثر من 200 بطاقة بنكية وآليات خاصة بالتزوير، وأنهم دخلوا المغرب بطريقة غير شرعية وبحوزتهم بطاقات بنكية فارغة باسم بنك أمريكي، إضافة إلى جوازات سفر مزورة، وعدد من الآليات المتطورة التي تستعمل في تزوير وقراءة بطائق الائتمان. وتبين، من خلال أبحاث المصالح الأمنية، أن الشبكة نفذت مجموعة من عمليات السحب من شبابيك أوتوماتيكية بالدار البيضاء ومدن أخرى، وتراوحت المبالغ المالية التي كانوا يسحبونها يوميا بواسطة بطاقات بنكية مزيفة، بين 12 ألفا و30 ألف درهم.
وبتنسيق مع عناصر الاستعلامات العامة، تمكنت عناصر الأمن من اعتقال نيجيري واثنين من غامبيا فضلا عن أربعة متهمين من جنوب إفريقيا، حيث جرى نصب كمين لأحدهم وقبض عليه متلبسا بأحد المراكز التجارية بالدار البيضاء، وهو بصدد اقتناء مشتريات ببطاقة ائتمان مزورة وجواز سفر بريطاني يعود إلى شخص آخر.
وبعد التحقيقات الأولية، كشف المتهم أنه ينتمي إلى عصابة دولية مختصة في تزوير بطائق الائتمان الدولية، التي غالبا ما يجري استعمالها في محطات الوقود والمحلات التجارية الكبرى. وأشار المتهم ذاته إلى أن الشبكة مقسمة إلى خلايا متخصصة، فبعض أفرادها يقومون بتصوير وتعديل أجهزة الصرف الآلي، فيما يقوم البعض الآخر بسرقة أو قرصنة أجهزة الدفع في نقاط البيع، وقسم ثالث يتولى صنع بطاقات دفع مزورة، أو القيام بعمليات سحب مزورة كثيفة.
إلى ذلك، أسفرت مداهمة عناصر الشرطة لمكان تواجد المتهمين، عن حجز معدات تستخدم في صنع بطاقات مزيفة، يتعلق الأمر على الخصوص بقارئ البطاقة البنكية وحاسوبين محمولين، إلى جانب مجموعة من رقائق الهواتف النقالة، وبطاقات الشبابيك الأتوماتيكية البنكية الدولية، إضافة إلى 20 بطاقة مزيفة مخصصة للتزود بالبنزين من محطات الوقود.
وكانت عناصر الأمن قد ألقت القبض، في وقت سابق، على عناصر شبكة تهرب بطاقات بنكية فارغة من أي معطيات، إلى المغرب لبيعها لشبكات مختصة في الشراء عبر الإنترنت، وكشفت أن البطاقات البنكية الفارغة من المعطيات تهرب من إسبانيا إلى المغرب، من طرف شبكات أجنبية، تضم بين أعضائها إسبانيين، رومانيين، بلغاريين وأتراكا، ينشطون في إطار مافيا دولية مرتبطة بعباقرة اختراق الأنظمة المعلوماتية في أوربا الشرقية