دق «مرصد الشمال لحقوق الإنسان» ناقوس الخطر بخصوص الوضعية المأساوية التي يعيشها أزيد من 1500 شخص يتحدّرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، يوجد بينهم عدد من الأطفال القاصرين والنساء الحوامل، في غابات الفنيدق وبليونش، المتاخمة لحدود مدينة سبتةالمحتلة، في انتظار تحقيقهم حلم الهجرة نحو أوربا. وكشف بيان صادر عن المرصد أن غياب مراكز للإيواء دفع أغلب المهاجرين، المتحدّرين من الدول الإفريقية جنوب الصحراء، كمالي والنيجر والكونغو وساحل العاج وغيينا، إلى «اتخاذ غابات الفنيدق وبليونش مكانا للعيش في ظروف قاسية ولا إنسانية، في جو بارد وفي ظل غياب تام للمواد الغذائية والماء الصالح للشرب». وأكدت الهيئة الحقوقية، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، أنّ «المهاجرين الأفارقة، الذين دفعتهم ظروف الحرب والفقر والمجاعة والصراعات التي تعيشها بلدانهم إلى اللجوء إلى المغرب قصد الاستقرار المؤقت فيه، في أفق متابعة الهجرة نحو أوربا، يعيشون ظروفا إنسانية صعبة»، داعيا الدولة إلى «تبني سياسة للهجرة، تتجاوز المقارَبة الأمنية المُنتهَجة حاليا وتقوم على احترام حقوق الإنسان والتخلي عن كل الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف، سواء مع الاتحاد الأوربي أو مع أي دولة أخرى، متعلقة بالهجرة تنعدم فيها ضمانات حقوق الإنسان». وأورد البيان نفسه أن «الانعدام الكلي للأغذية والماء الصالح للشرب والمراقبة الصحية والبرد القارس يدفع هؤلاء المهاجرين إلى الجوء إلى التجمعات السكانية القريبة (مدن الفنيدق، المضيق، تطوان والمراكز القروية مثل بليونش والعليين) قصد تسول الأغذية والأغطية».. وفي هذا الإطار، ناشدت الهيئة الحقوقية في شمال المغرب سكانَ المناطق القريبة من ملاجئ المهاجرين الأفارقة «الاستمرار في التضامن مع المهاجرين الأفارقة المتحدّرين من جنوب الصحراء وتقديم يد العون لهم في الظروف الصعبة التي يمرّون بها، عبر تقديم الغذاء والأغطية للتخفيف من معاناتهم»، كما وجّه المرصد دعوة للهيئات والجمعيات المدنية والحقوقية ل»تنظيم قوافل إنسانية إلى الغابات التي تضمّ ملاجئ المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء لتقديم المساعدات لهم». وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يمثل نقطة مهمة ومحطة عبور أبناء القارة السمراء إلى الضفة الأخرى، حيث يتوافد عليه الآلاف من المهاجرين الأفارقة من مختلف البلدان، بوسائط متعددة، أبرزها الشبكات الدولية التي تنشط في مجال الهجرة غير الشرعية وترحيل البشر.