نظم العشرات من سكان حي البلاليع وقفة احتجاجية، نهاية الأسبوع الماضي، أمام فندق مصنف يقع وسط الحي المذكور، للفت أنظار الجهات المعنية قصد التدخل لإنصافهم من الحيف الذي لحق بهم جراء احتلال ساحة عمومية من طرف مالك الفندق وتحويلها إلى مرأب خاص بزبناء الفندق. وقد ردد المتظاهرون شعارات منددة بصمت السلطات المحلية والتزامها الحياد السلبي في قضية احتلال ساحة تدخل في عداد الأملاك العمومية. وأشار المتضررون في إفاداتهم ل«المساء»، إلى أنهم ضاقوا ذرعا بتصرفات صاحب الفندق، خصوصا بعدما عمد إلى احتلال الساحة بدون موجب قانوني، بل عمد إلى إدراجها في سجلات المحافظة العقارية بتارودانت، رغم تدخل مصالح المجلس البلدي التي تعرضت على مطلب التحفيظ، ورفعت شكاية لدى النيابة العامة لتحريك دعوى قضائية للطعن بالتزوير والتحايل في إقامة رسم الاستمرار بهدف الاستيلاء على الساحة ضدا على المصلحة العامة، زكاه لاحقا تراجع مجموعة من الشهود عن شهادتهم المدرجة في العقد المذكور. واستطرد هؤلاء أن ما زاد الطين بلة، هو إقدام مالك الفندق، مؤخرا، على وضع كاميرات بأعلى سطح الفندق، يمكن بواسطتها الاطلاع على ما يجري داخل المنازل السكنية، الأمر الذي يشكل مضايقات واستفزازات في حقهم، وتدخلا سافر في خصوصيات ساكنة الحي. وأكد المحتجون أن الساحة المذكورة سبق أن خصص، حسب تصميم التهيئة المنجز في يناير 1982 الخاص بمدينة تارودانت، جزء منها كموقف للسيارات، والجزء المتبقي منها خاص بحديقة أطفال الحي، قبل أن يعمد مالك الفندق إلى استغلالها بمفرده ضدا على مصلحة الجميع, ناهيك عن استغلال جزء من الساحة في وضع مجموعة من قنينات غاز تستغل في الاستعمال الداخلي للفندق، وهو ما يشكل خطرا محدقا بسلامة الساكنة في أية لحظة. وأشار هؤلاء إلى أنه سبق للجنة إقليمية مختلطة مكونة من ممثلي المجلس البلدي وعمالة الإقليم والوكالة الحضرية والمحافظة العقارية، أن حلت بالفندق المذكور السنة الماضية، حيث أعدت تقريرا في الموضوع رصدت من خلاله مجمل الاختلالات الواردة في الشكايات السابقة لساكنة الحي، غير أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات عملية في الموضوع، يقول السكان. ومن جانبه، قال مالك الفندق في إفادته، إن شكايات الساكنة عارية من الصحة، معتبرا أن الساحة مخصصة لموقف السيارات بشكل عام، واستطرد المصدر نفسه، أن أيادي خفية هي من تحرك المشتكين للتظاهر ضده، معتبرا أن نجاح مشروعه السياحي لم يرق بعض الجهات، التي تعمل جاهدة لإفشال مشاريعه الاستثمارية في المجال السياحي.