احتضن فضاء «x295150» بمدينة مرتيل، مؤخرا، معرضا فنيا للفنانة الإسبانية ماريا خوصي دومينغيث، شمل العديد من أعمالها الأخيرة كالتصميم، والرسم الهندسي، والزخرفة الفنية. وقالت الفنانة الإسبانية خريجة شعبة تاريخ الفن، والمتخصصة في التراث الفني، أن هذا المعرض هو الأول من نوعه لها بالمغرب، بعدما أقامت العشرات من المعارض الفنية سواء داخل إسبانيا، أو خارجها. ويعتبر فضاء «x295150» مساحة فنية ثقافية مستقلة وغير ربحية، تتيح للفنانين والمثقفين والشباب، وعموم المهتمين بالمجال الفني والثقافي إمكانيات التدخل والاقتراح والتجريب والإنتاج. كما يشجع هذا الفضاء الصغير اللقاءات الودية بين الزبناء والزوار، وبين الجمهور والفنانين. كما أنه يسعى إلى خلق سياق تواصلي بين المشهد الفني، والثقافي في مدينة مرتيل الساحلية، والمنطقة المتوسطية، والعالم. حيث اختير من بين 400 فضاء فني معاصر في العالم من طرف «The New Art Spaces Museum» التي تتقاسم نفس التصورات والمبادئ معه. وتضم نشاطات الفضاء برامج فنية، وإقامة عروض أدائية، موسيقية، شعرية، وندوات، ودورات تكوينية وورشات وربط لعلاقات اجتماعية، وفنية، كما تضم كل ما يتعلق بالمجال الثقافي، الفني، الاجتماعي، والبيئي بشكل عام. ويقول الفنان فوزي لعتيريس وزوجته، وهما أصحاب هذه المبادرة الفنية بمرتيل إن الحاجة كانت ملحة إلى مثل هذه المبادرات في ظل قلة الفضاءات الراعية للفن المعاصر في المغرب، حيث انبثقت فكرة الفضاء من حانوت لتتطور لاحقا إلى فكرة استعمال أحد جدرانه رواقا للأعمال الفنية. وقد تأُسس هذا الفضاء سنة 2004، من لدن زوجين أخذا على عاتقيهما هذه المبادرة، وهما الفنانة التشكيلية الباتول السحيمي، وفوزي لعتيريس، وهو بدوره فنان تشكيلي ومدرس الأحجام والفضاءات بالمعهد الوطني للفنون الجميلة منذ 1993. ويقول أصحاب الفكرة ل»المساء» إن «أصالة وجدّة هذا المشروع تتجلى في سعيه إلى دمقرطة المجال الثقافي والفني، وإيصاله إلى كل فئات المجتمع»، ومنح كل الفنانين والمثقفين والشباب وعموم المهتمين بالمجال الفني والثقافي فرصة الاكتشاف والتدخل والتجريب، آخذا بعين الاعتبار واقع وخصوصيات هذا الفضاء. ويعرض فضاء 150x295 كل شهر، أعمالا فنية، لفنانين مغاربة وأجانب، إذ يتم دمج هذه الأنشطة في سياق عادي من الحياة اليومية.