أعفي في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين مدير سجن «مول البركي» بآسفي من مهامه، رغم أنه لم يتم تعيينه على رأس إدارة هذه المؤسسة إلا منذ بضعة شهور، حيث انتقلت لجنة مختصة لتسليم المهام إلى السجن، أخبرته بقرار إعفائه في انتظار تعيين مدير جديد. وأكدت مصادر مطلعة أن سجن «مول البركي» يعيش العديد من الاختلالات، بدءا بترويج المخدرات «على نطاق واسع» وانتشار الجريمة وسيادة التمييز بين السجناء والاعتداء عليهم. ولم تستبعد المصادر ذاتها أن يكون هذا الإعفاء بسبب هذه الاختلالات، وغيرها، التي كانت موضوع شكايات سابقة لجمعيات حقوقية وعائلات بعض السجناء، والتي كان من تداعياتها ما حدث الأسبوع الماضي، حين صب المعتقل(م.ع)، ورقم اعتقاله 738، «ما طايب» على جسده احتجاجا على «رفض إدارة السجن إخضاعه لفحوصات طبية»، حسب مصادر مطلعة، للتأكد من سلامته من الإصابة بداء فقدان المناعة المكتسبة «السيدا» بعد ما مارس الجنس مع أحد السجناء الجدد، الذي التحق حديثا بالمؤسسة المذكورة، في إطار عملية للتنقيل، والذي أخبره بحمله فيروس السيدا، مما أصابه بنوبة من الهستيريا، دفعته إلى الالتجاء إلى إدارة السجن وإطلاعها على تفاصيل ما حدث له، مطالبا إياها بإخضاعه للفحوصات الطبية والتحاليل اللازمة للتأكد من صحة إصابته أو عدمها. وقد خاض المعتقل (م.ع)، الذي أشرف على إنهاء مدته الحبسية، حيث لم يتبق له سوى أربعة أشهر، إضرابا عن الطعام لمدة أسبوع كامل احتجاجا على «حرمانه» من حقه في إجراء التحاليل للاطمئنان على وضعه الصحي. وفي تصريح لرشيد الشريعي، رئيس فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان بآسفي، أكد أن سجن «مول البركي» يعاني الكثير من الاختلالات التي يجب الوقوف عليها، مطالبا بإيفاد لجنة من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، و«كشف طبيعة ما يقع بداخله من مظاهر بما فيها ترويج المخدرات والعيش «الرغيد» لبعض بارونات المخدرات بداخله، الذين لا تنقصهم سوى الحرية، مقابل إهمال وتهميش السجناء الذين يتحدرون من أوساط فقيرة، وهو ما يجب محاربته». وأضاف الشريعي أن سجن «مول البركي» لا تراعى فيه مجموعة من المواصفات باعتباره مؤسسة لإعادة الإدماج، حيث يتمتع بعض السجناء بامتيازات كثيرة، في حين يحرم منها سجناء آخرون، إضافة إلى انتشار المخدرات بجميع أصنافها وكذا أنواع الإجرام والاعتداءات وهو ما يجب الوقوف عليه بشكل عاجل». وأكد الشريعي أن إدارة «مول البركي» لم تراع مسألة عزل السجين المصاب بالسيدا بغرفة انفرادية مع إرفاقه بملفه الطبي حرصا على سلامة باقي السجناء، وهو ما يدعو حاليا إلى متابعة هذا الملف نظرا لخطورة المرض. وفي اتصال بمدير سجن «مول البركي»، الذي تم إعفاؤه أول أمس الأحد، نفى أن يكون السجين مصابا بالسيدا، مضيفا أن السجين الذي صب على نفسه الماء الساخن جدا صرح بتفاصيل ما حصل له، غير أن الإدارة أجرت التحاليل على السجين الأول وتبين أنه غير حامل لفيروس السيدا. وأضاف أن السجين (م.ع) يتمتع بسلوك حسن وأنه يتلقى معاملة طيبة بداخل المؤسسة. كما نفى وجود أي تمييز بين السجناء أو ترويج المخدرات.