في تطور لافت على بعد أسابيع قليلة عن الانتخابات الجزئية المرتقبة نهاية الشهر الحالي، شنت جريدة «العلم»، لسان حال حزب الاستقلال، هجوما لاذعا على عامل إقليمسيدي قاسم، متهمة إياه بالإشراف المباشر على تزوير الانتخابات الجزئية التي يتوقع أن تشهدها المدينة، عبر التدخل لصالح المرشح المنتمي إلى حزب الحركة الشعبية، وهو نفس الحزب الذي كان ينتمي إليه العامل الحالي للإقليم، ويتولى قيادته وزير الداخلية الحالي. واتهمت الجريدة، على صدر صفحتها الأولى لعدد الأمس، عامل الإقليم بالضغط على الأعيان وتسخير القياد من أجل دعم مرشح حزب الحركة الشعبية، والذي قالت إن العامل «تدخل من أجل الضغط عليه حتى يقوم بالترحال من حزبه السابق ويترشح باسم حزب السنبلة، وهو الحزب الذي ظل العامل يحتفظ بانتمائه إليه رغم تحمله المسؤولية على رأس العمالة، وهي المسؤولية التي توجب عليه التحلي بالحياد تجاه كافة الأحزاب»، يضيف مقال الجريدة. ولم تتوقف جريدة «العلم» عند هذا الحد، بل اتهمت عامل الإقليم بمعاداة حزب الاستقلال ومجموعة من الأحزاب الوطنية منذ حلوله بالإقليم، «حيث قام هذا العامل مؤخرا بتهريب مستشارين جماعيين، لضمان الإطاحة بأحد رؤساء الجماعات الذي لم يتمكن العامل من إخضاعه، كما أنه يحرص دائما على تعطيل مشاريع كل الجماعات التي يترأسها استقلاليون، في حين كانت أجهزة الحزب تتحاشى الدخول في مواجهات معه، اعتبارا للظروف الدقيقة التي كانت ولا تزال تمر منها البلاد». وفي تعليقه على هذه الاتهامات، قال عبد الله البقالي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، إن قيادة الحزب قد تأكد لها التحيز السافر لعامل إقليمسيدي قاسم ضد حزب الاستقلال، «ونحن نملك الأدلة على كل ما قلناه، وسنجتمع غدا الأربعاء من أجل التقرير في شكل الخطوات القادمة التي سنتخذها، حتى نمنع تزوير هذه الانتخابات الجزئية». ونفى البقالي أن يكون وزير الداخلية، امحند العنصر، هو من يقف وراء تصرفات العامل، «ولكن هذا لا ينفي أن هذا الأخير يعمل كل ما في جهده من أجل دعم مرشح الحزب الذي يقوده السيد وزير الداخلية، وعليه أن يتدخل من أجل إيقاف مثل هذا التصرف في أقرب الآجال». يذكر أن «المساء» حاولت، طيلة صباح أمس الاثنين، أخذ رأي عامل إقليمسيدي قاسم، غير أن رئيس ديوانه اعتذر إلى الجريدة بحجة أن العامل مشغول في اجتماع للعمالة.