عاد رشيد الطوسي مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم إلى المغرب بعد رحلة دامت حوالي أسبوع قادته إلى تانزانيا، ومنها إلى الإمارات، من أجل ترتيب تجمع إعدادي للمنتخب الوطني بدبي، قبل السفر إلى دار السلام، حيث سيواجه تنزانيا في شهر مارس المقبل، في إطار منافسات الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2014. وإذا كانت متابعة الطوسي لمنتخب تنزانيا في مباراته الودية أمام الكامرون تدخل ضمن اختصاصات الناخب الوطني، وفي إطار مواكبته لمنافسي المنتخب، إلا أن زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة تثير أكثر من علامة استفهام، خصوصا أن الطوسي لم يسافر لوحده، بل كان مرفوقا بمدربه المساعد رشيد بنمحمود، وأيضا بالمكلفة بأسفار المنتخب نزهة غضفة، وبموظف تابع لإدارة المكتب الوطني للماء والكهرباء، يعتبر عين علي الفاسي الفهري التي لا تنام، علما أنهم جميعهم سافروا وحصلوا على مصروف الجيب المقدر في حوالي 500 أورو يوميا وأقاموا في أفخم الفنادق على حساب مالية الجامعة. هذه ربما أول مرة يسافر فيها ناخب وطني ليتفقد المنشآت والملاعب التي سيتدرب فيها المنتخب الوطني، بدل أن يتابع أداء اللاعبين أو يسافر للقائهم، وهذا الدور كان من الممكن أن يقوم به أحد مساعدي الطوسي بمفرده، أو مسؤول في الجامعة، علما أن بلدا كالإمارات بمنشآته الضخمة وببنيته التحتية الهائلة، لا يحتاج إلى أن يتفقد مدرب المنتخب الوطني منشآته، هذا مع العلم أن الجامعة مازالت لم توافق بشكل نهائي على «معسكر» الإمارات، بل إن حتى البلاغ الذي نشرته على موقعها الرسمي على الأنترنت، ترك الباب مفتوحا أمام الغموض، وكشف أن الجامعة غير متحمسة لهذا المعسكر. والسؤال، إذا كان «معسكر» الإمارات سيخدم فعلا تحضيرات المنتخب الوطني، ألم يكن من الأفضل أن يسافر مساعد المدرب أو مسؤول في الجامعة، لترتيب أمور الإقامة؟ وهل كان ضروريا أن يسافر أربعة أشخاص دفعة واحدة؟ ثم ألا يمكن لتفرغ المدرب لتفقد المنشآت وللسفر نحو كل الاتجاهات أن يضيع تركيزه في متابعة اللاعبين، علما أن البطولة الوطنية استأنفت منافساتها والمدرب الوطني مازال لم يحط الرحال بالمغرب، ومال الجامعة» السايب» ألم يحن الوقت لوقف نزيفه؟ إننا جميعا نرغب في نجاح الطوسي في مهمته مع المنتخب الوطني، فهذا أمر لا مجال للمزايدة فيه، لكن بعض التفاصيل التي تبدو صغيرة، أو يعتقد مرتكبوها أنها لا يمكن أن تثير الانتباه ترسم علامات استفهام كبيرة، بل إنها تلقي بضغط إضافي على مدرب المنتخب، وستجعل كثيرين يعيدون حساباتهم، لذلك فإن بعض الاتزان مطلوب، أما الجامعة فلا نحتاج لنقول إنها مسؤولة عن كل شيء.