تتواصل فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، في دورته الرابعة عشرة، وتتواصل معها الانتقادات لما يوصف ب»استمرار مسلسل رداءة التنظيم والتخبط» في التعامل مع الجماهير المتلهفة لمشاهدة نجومها، فالفوضى هي الحدث اليومي المعتاد داخل وخارج قاعة العروض «روكسي»، التي تغص بوابتها الرئيسية بالجماهير ورجال الصحافة والإعلام، وأحيانا الفنانين، الممنوعين من ولوج القاعة. وكان جمهور السينما بطنجة قد عبر عن امتعاضه من المنع المتكرر من ولوج القاعة، بالرغم من توفر بعضهم على تذاكر الولوج التي تمنحها إدارة المهرجان بالفندق، إذ تتم التوصية على تأخير ولوج أصحاب التذاكر إلى اللحظات الأخيرة، وفي الغالب يمنعون من الدخول بحجة امتلاء القاعة، في الوقت الذي تفتح فيه البوابة الخلفية للقاعة أمام المحسوبين بتوصية من أعضاء إدارة المهرجان، حسب مصادر مطلعة، مما يؤدي إلى نشوب مناوشات بين عناصر الأمن «الخاص» والجماهير، التي تتهمهم ب»المحاباة والمحسوبية»، تتحول أحيانا إلى مظاهر احتجاجية. وقد حاولت إدارة المهرجان تخفيف التوتر مع جماهير المدينة، بعد الحملة الإعلامية التي شنتها بعض الصحف والمواقع الإلكترونية، حيث قامت بفتح الباب أمام مجموعة من تلاميذ الثانويات في ثالث أيام المهرجان، مما تسبب في حالة من الفوضى، التي انتقلت من خارج القاعة إلى داخلها، أثناء العروض، إذ ارتفعت الأصوات والقهقهات غير المبررة وأحيانا الملاسنات بين التلاميذ، وبعض الكلام النابي، دون محاولة من رجال الأمن لضبط الأمر. الصحافة ورجال الإعلام نالوا نصيبهم أيضا من سوء التنظيم، فلم يقتصر الأمر على منعهم من الولوج إلى القاعة، بل تعداه إلى حرمان بعض الصحفيين من بطائق الاعتماد، وامتناع إدارة المهرجان عن التواصل أو إعطاء التصريحات. وفي المقابل، رصد الإعلاميون والمشاركون وجود الكثير من الغرباء و»الغريبات» الموشحين بتلك البطائق، دون يعرف لهم أثر في الصحافة والإعلام، وهو ما أثار حفيظة بقية الصحفيين، الذين بدؤوا في طرح مجموعة من الأسئلة التي تكره إدارة المهرجان تداولها، من قبيل الإصرار على إقامة المهرجان بطنجة دون غيرها من المدن، وإقامة العروض السينمائية بقاعة «روكسي»، التي تحولت بسبب ضيقها وموقعها غير المناسب إلى أبرز النقط السوداء في المهرجان، في الوقت الذي تتوفر طنجة على قاعات أكبر، وأيضا الإصرار على إنزال ضيوف المهرجان في فندق معين دون غيره، ثم الاستعانة بنفس شركات الأمن الخاص في كل دورة، حتى أصبحت وجوه عناصر الأمن الخاص أكثر ألفة من بعض الممثلين، الشيء الذي منحهم سلطة من يشاؤون أيا كانت صفته. وكرد فعل على ذلك، أطلق مجموعة من شباب المدينة حملة إلكترونية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تدعو إلى ترحيل المهرجان عن مدينة طنجة، في ظل ممارسات إدارة المهرجان تجاه جماهير المدينة.