لم ينتظر فيروس أنفلونزا الخنازير «إش 1 إن 1» كثيرا، بعد التحذير الذي أطلقته منظمة الأغذية والزراعة، مؤخرا، ليضرب من جديد قريبا من الحدود المغربية، فقد ظهرت حالتان للإصابة بالفيروس القاتل بولاية تيزي وزو الجزائرية توفيت إحداهما أول أمس الأحد. وأفادت عدد من الصحف الجزائرية، أمس الاثنين، أن حالتي إصابة بأنفلونزا «إتش 1 إن 1»، واحدة منهما مميتة، تم تأكيدهما بولاية تيزي وزو. وأوضحت الصحف، نقلا عن مسؤول عن قطاع الصحة بالولاية، أن حالة الوفاة تخص امرأة حاملا، مضيفة أن الحالة الثانية لهذا الفيروس توجد تحت المراقبة الطبية. وحسب المصادر ذاتها، فإن مديرية الصحة بتيزي وزو شكلت خلية أزمة على مستوى الولاية من أجل التشخيص والتبليغ عن حالات الإصابة بأنفلونزا «إتش 1 إن 1». وفي اتصال ل«المساء» بوزارة الفلاحة والصيد البحري، قال مسؤول رفض الكشف عن اسمه، إن المغرب يتخذ جميع الإجراءات لضمان عدم انتقال الفيروس إلى داخل المدن المغربية، مشيرا إلى أن لجان اليقظة التي شكلتها الوزارة سنة 2009 ما زالت تقوم بمهامها وتراقب أي ظهور محتمل لمثل هذه الأمراض. وكانت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «FAO» حذرت، مؤخرا، من أن العالم يوجد في خطر من إمكانية تكرار فاشيات إنفلونزا الطيور والخنازير التي ترتبت عليها كوارث عديدة منذ عام 2006، ما لم يتم تدعيم عمليات المراقبة والسيطرة على الأمراض الحيوانية الخطيرة. وأشار الخبير جوان لوبروث، كبير مسؤولي الصحة الحيوانية لدى المنظمة «فاو»، إلى أن الكساد الاقتصادي الدولي المستمر استتبع توافر موارد أقل للوقاية من أنفلونزا الطيور والخنازير والتهديدات الأخرى ذات الأصل الحيواني، قائلاً: «ذلك لا ينطبق فحسب على المنظمات الدولية بل يشمل البلدان نفسها أيضاً»، مضيفا «بالرغم من أن الجميع على دراية بأن الوقاية خير من العلاج، فإن القلق يساورني لأن الحكومات في ظل المناخ الدولي الراهن غير قادرة على مواصلة يقظتها تجاه هذه الأمراض». وكان المغرب قد عاش استنفارا كبيرا بعد تسجيل أزيد من 24 حالة وفاة بفيروس أنفلونزا الخنازير خلال سنة 2009.