لمن لا يعرفون من هم «المطاوعة» بالديار السعودية فهم رجال أمن يشبهون «المخازنية» المغاربة، لكنهم «مخازنية» من نوع خاص مكلفون أساسا بمراقبة النساء، أو بالأحرى مكلفون بمراقبة «احترام النساء للأخلاق»، فهم الذين يراقبون المقاهي العائلية في جدة ويمنعون ولوج العزاب إليها. آخر ضحايا الأمن السعودي مغربية تدعى رجاء، هذه الأخيرة تزوجت من سعودي وعمرها لا يتجاوز 19 ربيعا، وأنجبت منه طفلة اختارت لها من بين الأسماء «لجين». رجاء قبلت بزواج الشيخ السعودي رغم أنها تعلم أنه طلق قبلها امرأتين، كما أنها قبلت احتضان أبنائه من زوجاته السابقات، «لقد عاملت جميع الأولاد بما يرضي الله، وأفضل من معاملته هو لهم، وبعد ولادتي لابنتنا لجين أعاد ابنته إلى والدتها، وحينما سألته عن السبب تحجج بأنه لا يريد إزعاجاً في المنزل، وأنه لا يحتمل وجود ثلاثة أطفال في وقت واحد» تقول رجاء لإحدى المجلات، بعد أن أصبحت قضيتها أشهر من نار على علم في السعودية. بعد عدة سنوات من الزواج سيصاب الشيخ السعودي بالملل من المغربية رجاء وسيبدأ في ضربها «ضربا مبرحا»، كما سيبدأ في البحث عن طريقة للتخلص من رجاء، وحدها دون ابنتها «لجين». «طلب مني طليقي السفر في شهر يونيو الماضي إلى المغرب، من دون ابنتي، على أساس أنه مشغول، وسوف يأخذ البنت لتبقى مع والدته فرفضت، وقلت له إنني سأبقى حتى ينتهي من عمله لنسافر معاً» تقول رجاء في تصريحاتها للصحافة. مرت الأيام، وأخذت رجاء تعد نفسها للسفر رفقة ابنتها وأختها سعاد، التي أحضرها الشيخ السعودي بتأشيرة «شغالة». لم أكن أعلم أنه ينوي تطليقي، على الرغم من أنه كان دائماً يردد على مسامعي: «رجاء قد طالت فترة بقائك معي»، وكنت أرد بأنني سأتحمل كل ما يجري من أجل البقاء بجوار ابنتي». سافرت العائلة إلى المغرب لقضاء الإجازة، ولحق الشيخ بهم، توجهوا فيما بعد إلى أمريكا، ثم عادوا إلى المغرب مرة أخرى، لتنتهي الرحلة على الأراضي السعودية، لكن في 20 رمضان الماضي سيختطف الشيخ الطفلة لجين من أمها وسيحصل على صك بالطلاق وسيحضر للأم المغربية وأختها دورية للترحيلات بناء على طلاق لم تكن على علم به. «نادى عليّ الضابط، وسألني ما هي قضيتك، فأجبت: لا أعلم، كل ما أعلم أنني سحبت من غرفة نومي إلى هنا، فقال وكيل طليقي، الذي كان موجوداً: هذه المرأة مطلقة، وقد انتهت عدتها، فبأي حق تبقى في منزل الزوجية»: هكذا انتهى الأمر. رجاء المغربية موجودة الآن في منزل إحدى قريباتها، وقد سرقت ابنتها منها، كما أنها تركت كل أغراضها في منزل الشيخ السعودي. القضية اليوم تحولت إلى قضية رأي عام في السعودية كما حدث مع قضية «فتاة القطيف» التي تناوب على اغتصابها 14 سعوديا. وتجمع التحاليل الصحفية على أن قصة رجاء المغربية هي نفس القصة التي تتكرر مع أغلب النساء المغربيات وغير المغربيات المتزوجات بسعوديين، وذهبت بعض التعاليق على الموضوع إلى القول: «السعودية هي بلد الوسطات»، والوسطات في بلاد مدن الملح تساوي «الزبونية» في الفصحى، كما علق أحد السعوديين على الخبر متسائلا: «لماذا كل هذه الضجة على مغربية»، أما أحد المهاجرين السعوديين فقد كتب على أحد المنتديات: «إنها بلاد براميل الشحم والزيت كما كتب الأديب منيف».