يجسد المترجم والباحث الأكاديمي البريطاني روجر ألين، الفائز مؤخرا بجائزة سيف غباش للترجمة من العربية إلى الإنجليزية، عن ترجمته رواية «هذا الأندلسي»، التي عنونها ب»انتحار مسلم» للروائي المغربي بنسالم حميش، نموذج المستعرب المنتج المغرم بالثقافة العربية، فقد نشر خلال مسيرته أكثر من 30 بحثا حول الثقافة العربية، كما ترجم العديد من النصوص الأدبية من العربية إلى الإنجليزية، وهو هوس يعود إلى أكثر من 40 سنة من العمل على الجسد الثقافي العربي. تظهر الصور، التي نشرها الباحث والأكاديمي البريطاني على موقعه في الشبكة، ألبوما يؤرخ لعلاقاته مع الوسط الثقافي العربي في المشرق والمغرب، فهناك صور له مع نجيب محفوظ، وصور أخرى مع إدوارد الخراط، وصور مع إبراهيم الكوني، وصور مع محمد شكري ومحمد برادة وعبدالفتاح كيليطو ومع جبرا إبراهيم جبرا، وغيرهم من المثقفين العرب. وتعود هذه الصور إلى سنوات السبعينيات من القرن الماضي، مما يعني أن معرفة هذا «المستعرب» بالعالمين العربي والإسلامي ليست جديدة، بل هي عميقة وفعالة ومنتجة. مناسبة هذا الكلام هو فوز ألين بجائزة سيف غباش – بانيبال للترجمة الأدبية من العربية إلى الإنجليزية لعام 2012 عن ترجمته لرواية A Muslim Suicide انتحار مسلم للكاتب المغربي بنسالم حميش، التي صدرت ترجمتها الإنجليزية عن مطبوعات جامعة سيراكيوس الأمريكية. وكانت هذه الرواية صدرت بالعربية عن دار «الآداب» اللبنانية عام 2007 تحت عنوان «هذا الأندلسي». ومنحت لجنة التحكيم المرتبة الثانية للمترجم همفري ديفيز عن ترجمته لكتاب IWas Born There, I Was Born Here للكاتب الفلسطيني مريد البرغوثي، الصادر عن دار «بلومزبيري» البريطانية .والكتاب صادر بالعربية عن دار «رياض الريس» في بيروت تحت عنوان «ولدتُ هناك، ولدتُ هنا». وتألفت لجنة التحكيم لعام 2012 من الكاتبة والشاعرة روث باديل، والكاتب والشاعر فاضل العزاوي، والكاتبة إيستير فرويد والمترجم جون بيت. واجتمعت اللجنة في إشراف سكرتيرة جمعية المؤلفين البريطانيين باولا جونسون. وجاء في تعليق لجنة التحكيم على فوز روجر ألين: «رواية «انتحار مسلم» عمل طموح يضم قدراً كبيراً من المعلومات، ويكشف لنا كذلك جوانب تاريخية وثقافية ودينية عدة من التراث الإسلامي. وتنطوي قراءة هذه الرواية على متعة كبيرة، وتشي ترجمتها إلى الإنجليزية بثراء كبير. ويعزى ذلك بصورة رئيسة إلى مهارة المترجم وسعة أفقه ومعرفته اللغوية وثقافته. ومن الصعوبة بمكان أن نتخيّل أحداً (إلى جانب) روجر ألين، يستطيع أن يجعل هذا الكتاب الجاد مشوقاً للقارئ الإنجليزي بكل هذه الحيوية والجمالية. ويستطيع كل من يتصفّح، ولو بعجالة، بضع صفحات من النص الأصلي باللغة العربية، أن يقرّ على الفور بأن هذه الترجمة إنجاز حقيقي». وأضافت اللجنة أن «اللغة الأصلية التي كتبت بها الرواية تتماس مع اللغة التراثية بقدر ما تنتمي في الوقت ذاته إلى لغة مليئة بالتأملات والأفكار الصوفية. فمن خلال مرافقة بطل الرواية الرئيس في رحلته الطويلة عبر مدن وبلدان مختلفة تمتد من إسبانيا إلى مكةالمكرمة، يجعلنا الكاتب نلمس الأبعاد المختلفة للتاريخ والشعر العربيين، والدين والتراث الإسلاميين». وعلّقت أليس فايفر، مديرة منشورات جامعة سيراكوس، التي نشرت الرواية، قائلة: «لمن دواعي سرور وغبطة منشورات جامعة سيراكوس أن يحصل روجر ألين على هذه الجائزة المرموقة. وستوجّه هذه الجائزة التي حصل عليها بجدارة انتباه القراء إلى رواية بنسالم حميش الرائعة». روجر ألين، حاصل على دكتوراة في الأدب العربي المقارن من جامعة أكسفورد في 1968. وهو يعتبر أول طالب يحصل على هذه الشهادة تحت إشراف الدكتور محمد بدوي. وبعد تخرجه مباشرة عيّن روجر ألين أستاذاً لمادة الأدب العربي المقارن في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، وظل في عمله هذا لمدة 43 سنة. وقد ساهم ألين بشكل فعال في تنمية -وتطوير- مناهج تدريس اللغة العربية في المدارس والجامعات الأمريكية. ترجم أعمالاً لنجيب محفوظ، جبرا إبراهيم جبرا، يوسف إدريس، عبد الرحمن منيف، مي تلمساني، حنان الشيخ، وبنسالم حميش، وكتب مقالات ودراسات عدة في السرد العربي المعاصر. وفي تعليقها على ترجمة رواية «ولدتُ هناك، ولدتٌ هنا» التي قام بها المترجم المعروف همفري ديفيز، قالت لجنة التحكيم إنها ترجمة «سلسة لكتاب رصين، مليء بالأفكار ومؤثّر. تمكن المترجم من إدارة ذلك الشيء النادر لكي يجعلك تشعر بأنّك تقرأ الرواية باللغة التي كتب فيها. إن ديفيز نموذج حقيقي للمترجمين في عمله هذا».