غادر المنتخب المغربي كأس أمم إفريقيا 2013 المقامة بجنوب إفريقية بشكل مبكر، بعد الاكتفاء بثلاث تعادلات أمام أنغولا وجزر الرأس الأخضر وجنوب إفريقيا. وقدم الفريق الوطني مباراة كبيرة أمام البلد المضيف، جنوب إفريقيا، وكان قريبا من إخراجه من المسابقة ومن تحقيق التأهل كمتصدر للمجموعة برصيد خمس نقاط، غير أن بعض الأخطاء الفردية وغياب النجاعة الهجومية ساهما في تحقيق نتيجة التعادل 2-2، التي حكمت على «أسود الأطلس» بالخروج بشكل مبكر من المنافسات. وحتى بعد تعادله بهدفين لمثلهما ظل الفريق الوطني على بعد ثوان قليلة من التأهل إلى الدور الثاني، بعدما كانت نتيجة أنغولا والرأس الأخضر هي التعادل بهدف لهدف، قبل أن ينجح منتخب «القرش الأزرق» من تسجيل هدف قاتل في مرمى أنغولا في الدقيقة الأخيرة. ومن أهم أسباب إخفاق المنتخب الوطني في كأس الأمم الإفريقية: كثرة التغييرات خاض الناخب الوطني رشيد الطوسي المباريات الثلاثة للمنتخب الوطني بتشكيلات مختلفة، ولم يعتمد على تشكيلة قارة في جميع المباريات، إذ ظل في كل مباراة يجرب أشياء جديدة وكأن الأمر يتعلق بمباراتين وديتين أمام أنغولا والرأس الأخضر، فتارة يعتمد على السعيدي وامرابط والكوثري وبلهندة وهرماش والأحمدي، وتارة يضع ثقته في بركديش وبلغزواني والقديوي وحافيظي والشافني، كما أنه غير مراكز بعض لاعبيه وفطن بشكل متأخر إلى بعض الأخطاء التي ارتكبت في مباراتي أنغولا والرأس الأخضر من طرف لاعبي الارتكاز، كريم الأحمدي وعادل هرماش، وهو ما جعله يغير مركز عصام عدوة من مدافع أوسط إلى لاعب وسط ميدان دفاعي، مقابل الدفع لأول مرة بأحمد القنطاري في قلب الدفاع إلى جانب بنعطية. غياب النجاعة الهجومية من بين المراكز التي عانى منها الفريق الوطني، نجد الجبهة الهجومية، التي افتقدت بشكل واضح إلى هداف وقناص حقيقي يذكرنا بمهاجمين سابقين مروا من المنتخب الوطني أمثال عبد السلام الغريسي وعبد الجليل هدا «كماتشو» وصلاح الدين بصير وغيرهم. ففي مباراة انغولا، تفنن مهاجموا المنتخب في إضاعة الفرص الصالحة للتسجيل وأنهوا المباراة متعادلين، وفي مباراة الأمس، أضاع الشافني والعربي فرصتين بارزتين لتسجيل هدف الخلاص، الذي كان سيغير النتيجة إلى هدفين لصفر للمنتخب المغربي، وهو ما أدى الفريق ثمنه غاليا فيما بعد. اللعب بقتالية أقل في أول مباراتين من شاهد مباراة أول أمس أمام جنوب إفريقيا، بإمكانه أن يلاحظ بسهولة أن لاعبي المنتخب الوطني لم يخوضوا مباراتي أنغولا والرأس الأخضر بنفس الرغبة في الفوز وبنفس القتالية والروح، التي خاضوا بها مباراة جنوب إفريقيا. وكان بإمكان المنتخب المغربي أن يظهر بمستوى يقل عن مستوى أول أمس ليفوز بمباراة أنغولا على الأقل، وإعفاء نفسه من الحسابات التي لم تخدم في يوم من الأيام مصالحه في كأس أمم إفريقيا. وغابت الجدية عن بعض لاعبي المنتخب في المباراتين الأوليين، واستفاقوا بشكل متأخر وانتظروا حتى المباراة الأخيرة ليلعبوا بقتالية أكبر. أخطاء فردية قاتلة أدى المنتخب الوطني غاليا نتيجة بعض الأخطاء الفردية القاتلة، خاصة في مباراتي الرأس الأخضر وجنوب إفريقيا. ففي المباراة الثانية للمنتخب، كانت تمريرة خاطئة في منتصف الملعب من كريم الأحمدي سببا في تسجيل هدف التقدم لمنتخب جزر الرأس الأخضر، وتكرر نفس الأمر من اللاعب منير الحمداوي، الذي أضاع الكرة بطريقة غريبة في وسط الملعب، وهو ما أعطى الهدف الثاني لجنوب إفريقيا، الذي قضى على آمال المنتخب الوطني من أجل بلوغ دور الربع. عامل الوقت لم يسعف الوقت كثيرا الطاقم التقني للفريق الوطني، الذي لم يجد أمامه متسعا من الوقت من أجل الاشتغال على كأس الأمم الإفريقية. ودخل المنتخب الوطني إلى العرس الإفريقي بمدرب عُين حديثا لقيادة الفريق، على عكس باقي المنتخبات المشاركة في المسابقة، والتي تعاقدت مع مدربين منذ أشهر طويلة أو منذ سنوات، كما أن الفريق الوطني لم يخض مباريات ودية كثيرة بين مباراة الموزمبيق الحاسمة والمباراة الافتتاحية أمام أنغولا. أخطاء جامعة الفهري$ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لها نصيب كبير في إخفاق المنتخب، وتتحمل القسط الأكبر من المسؤولية، لأنها تأخرت كثيرا في إبعاد المدرب السابق إريك غيريتس، وانتظرت إلى غاية هزيمة الفريق في الموزمبيق بهدفين لصفر كي تقيله شهر شتنبر الماضي، ولم تعين الطوسي كناخب وطني إلا في شهر أكتوبر، مما يعني أن المدرب الجديد تسلم قنبلة ووجد أمامه أقل من ثلاثة أشهر لإعداد فريق تنافسي.