أنغولا تخفي عيوبها الدفاعية بالمباغثة هجوميا الأداء المتوازن والإبتعاد عن الأخطاء القاتلة سلاحان لربح الرهان الأول باسم الله مجراها ومرساها، دائما في أي نزال قاري نقرأها بالقلب والحب والدعاء... هو افتتاح عالمي يدشنه الأسود ما بعد لقاء الإفتتاح أمام غزلان أنغولا المتمرسين بالغدر المبكر.. إفتتاح نريده أن يكون مغربيا لإنعاش بداية الحلم الأول بفوز استراتيجي محمول بكل الأسلحة التي أخفاها الطوسي في البداية.. تعالوا نقرأ تفاصيل وأوراق الخصم المخفية وأوراق الطوسي العاجلة. تاريخ أنغولا مع الإنجاز تاريخيا يحسب لأنغولا إنجازان غاليان وصل عن طريقهما إلى ربع نهائي كأس إفريقيا عامي 2008 و2010 كرواسب فعلية لمنتخب قوي جهز نفسه مسبقا بأول تأهل تاريخي لمونديال 2006 بألمانيا مقارنة مع أزمنته السابقة التي كان يظهر فيها كمنتخب صغير قابل للخروج مبكرا من الأدوار الأولى للنهائيات الإفريقية انطلاقا من مشاركاته عامي 1996و1998، لكنه غير مجرى التاريخ حين هيأ منتخبا قويا أحدث المفاجأة بداية من تأهله 2006 لأول مرة في تاريخه وبعمل قاعدي وأسماء وازنة أمثال المدافع المحترف كالي بسيون السويسري والمدافع ماركو أبرو (بورتيمونزي البرتغالي) ودي خيسوس رجل وسط (باكوس البرتغالي وميندوسا (فارزيم البرتغالي) والمهاجمان مانتوراس (بنفيكا) وفلافيو (الأهلي المصري)، وهؤلاء قدموا أروع اللوحات منذ المونديال إلى 2012 قبل أن يرحل جميعهم عن المنتخب لتقدم أعمارهم ملاءمة مع إنبعاث جيل جديد تأسست أسماؤه مع المدرب الأوروغواياني الجديد غوستافو فيران جيل قلب الأوضاع وتغيرت صورة المنتخب الأنغولي مع المدرب غوستافو عندما أهله إلى النهائيات الحالية، بجيل جديد مزعم بعناصر ذات خبرة واسعة كانت خلفا للنجوم القدامى بداية من عام 2008 إلى اليوم وأغلب العناصر الموجودة بالمنتخب هي من رعيل البطولة الأنغولية (16 لاعبا) ومن أندية بيترو، لواند ودي ليبوبو وبريميرو أوغوستو وأنتير كلوب وكابوسكورب وبروغويسو و(8 محترفين من بطولات أوروبية ولاتينية متنوعة. وبذلك أسس المدرب الأوروغواياني قاعدة المنتخب بمتوسط أعمار (24 عاما) مقارنة مع تواجد رجال الخبرة في ستة عناصر بين 29 و31 عاما، والبقية لا تقبل أعمارها عن 24 سنة إلى جانب قاعدة شابة ما بين 19 و21 عاما من القبل المدافع باسطوس (21 عاما) وجيرالدو (21 عاما) وميغيل كيامي (21 عاما) وبيروليطو (19 عاما) وكلهم يلعبون أساسيين، وبذلك يظهر المنتخب الأنغولي شابا في قاعدته وأغلبهم لعب المباراة لفاصلة أمام زيمبابوي (باسطوس) في الدفاع (ميكيل كبامي) في والوس وبيروليطو في الوسط الهجومي، وكلهم يلعبون في البطولة الأنغولية. دعم قوي لاجتياز الدور الأول على مستوى الدعم النفسي والمالي أكدت وزارة الشباب الأنغولية دعبها ارستراتيجي والتزامها بكل الإمكانيات لتحضير جيد بجنوب إفريقيا في أحسن الظروف بهدف تحسين صورة المنتخب لترتيبه العام عندما وصل إلى ربع النهائي في محاولة لاجتياز هذا الحاجز التقدمي، ويعني ذلك أن الحكومة ستساهم بدعمها الكبير للمنتخب وبقيمة مالية وصلت حد 9 مليون دولار لتغطية نفقات وكل خصوصيات التحضيرات فيما فيها اللقاءات الودية والإقامة إلى جانب تخصيص منحة تحفيزية خص بها اللاعبين في حال تحقيقهم إنجازا مهما خلال الدور الأول وما يليه. مباريات ودية من دون خسارة شكلت تحضيرات المنتخب الأنغولي منذ تأهله إلى النهائيات فرصة لوضع جميع مكوناته الجديدة بما فيها المحترفين في محك اللقاءات الودية منذ نونبر الماضي إلى اليوم، أي بست مباريات أجراها باسترسال ماراطوني إستهلها بمواجهة الكونغو وانتهى اللقاء بهدف لمثله بالبرتغال، وسجل القناص يانو هدف أنغولا مبكرا في الدقيقة الثانية، ثم عاد في 15 دجنبر ليلعب أمام غامبيا بهدف لمثله وسجل هدف أنغولا (أمارو، د11 عن طريق ضربة جزاء)، ثم عاد ليفوز على منتخب الكامرون حرف باء) بهدف البديل مابينا (د54)، وفاز في مباراة رابعة (22 دجنبر) على رواندا بهدف المدافع مينغو بيل (د10)، ثم أحدث مفاجأة ودية بفوزه على زامبيا بهدفي كل من جيرالدو (د8) وأمارو (د85) وأنهى الحصيلة الودية يوم السبت الماضي بفوزه على بوتسوانا بهدفين كل من فونسو (د38) ومانوشو(84)، ما يعني أن كثرة الأهداف المسجلة قدمت بشكل مبكر في الجولة الأولى، وهذه المبارايات أعطت ملخصا شاملا للناخب الأوروغواياني عن تطورات منتخبه بمجموع الوجوه التي أشركها في المباريات الودية أو لا باحترام منطق الدفاع بأقل الأضرار مع توجه هجومي ينطلق من الوسط نحو الهجوم لتوقيع الأهداف وبالسرعة اللازمة وإن اقتضى الأمر مفاجأة الخصم مبكرا كما فعل في جميع المباريات التي سجل فيها أهدافه بالجولة الأولى دون أن ننسى ذات الردة المبكرة التي سجل فيها القناص مانوشو هدفي الفوز على زيمبابوي في لقاء العودة الخاص بإقصائيات كأس إفريقيا لجنوب إفريقيا في الدقيقتين 2و5، وهو تصور لا بد أن يقرأه الطوسي جيدا لأن أنغولا تسجل عادة في الجولة الأولى. محترفون يصنعون الحدث ثمانية محترفين أنغوليين يشكلون فقط نواة الوسط والهجوم ويعتمد عليهم المدرب غوستافو جيدا من قبيل جيرالدو في الوسط الهجومي وهو المحترف بالبطولة البرازيلية، كما يعتمد على صانع الألعاب ديدي كاحتياطي ورجل طوارئ جاهزا أصلا بنادي ليماصول القبرصي، ثم يعتمد على زويلا رجل وسط أبويل القبرصي كاحتياطي فقط مع حضور رسمي للقناص الآخر مانوس مهاجم ماديرا البرتغالي، وحتى دجالما مهاجم قاسم باشا التركي في بعض الأوقات سيما بعد عودته من الإصابة، وأيضا جيلبيرطو مهاجم نادي ليملاصول القبرصي، والقنلص الخطير مانوشو هداف بلدالوليد الإسباني، والجناح غييرم أفونسو المحترف بنادي فادو من ليشتنشتاين وهذا الإئتلاف الإحترافي يقدم قناعات مهمة مع المحليين ويعطي صورة موحدة عن أنغولا الجديدة بحس هجومي فعال. الطوسي هل يفكر في الفوز أصلا؟ الضرورة تلزم ذلك، لأن الفوز في أول لقاء يفتح باب التأهل من بابه الواسع، والطوسي عندما يدرك أن أنغولا تهيأت مبكرا ولعبت ست مباريات ودية من دون أن تخسر فعليه أن يقرأ كيف فازت؟ وكيف سجلت مبكرا؟ ومن عم قناصوها؟ وكيف يلعبون؟ وكيف يقاتلون باللياقة حسب التقرير التقني المفروض أن يقدمه فتحي جمال عن الخصم.. صحيح أن أنغولا لم تقدم لقاءات ودية جيدة في البداية أمام الكونغو بالبرتغال، لكنها إستجمعت قواها فيما بعد لتتلاءم في مناخ واحد بكامل المحليين (16 وما فوق) وتلعب المبارايات الخمس الأخيرة بحس الجماعة وروح النصر، وخطة الغدر المبكرة. والمنتخب الوطني المغربي الذي سيلعب أمام أنغولا لا يملك إلا ثلاث مباريات ودية بجنوب إفريقيا إذا احتسبنا فعلا لقاء الثلاثاء الأخير أمام فريق من جنوب إفريقيا مع احتساب لقاء الطوغو أيضا، لكن بمقارنات واضحة في الإختيارات، إلا أن ما وصل إليه المنتخب الوطني من خلال تنافسية جميع اللاعبين في لقاءي زامبيا وناميبيا لا يعطي الإرتياح الكامل بالإقناع والطريقة في الأداء وحتى النهج، ولكن قد يكون لعامل الإجهاد البدني. دوره في اللعب وعدم نجاعة اللقاءين في شقهما الهجومي وربما قد يكون للأيام التي قضاها المنتخب الوطني بجنوب إفريقيا موشرا معنويا بالدرجة الأولى ومؤشرا تناغميا من خلال مؤدى المباريات الودية التي لا يحتكم عليها بالنتيجة قياسا مع إقتصاد جميع المنتخبات في الجهد وعدم الإحتكاك للوقوع في الإصابات ولهذا الوازع أصلا منافعه القوية للظهور برجولة حازمة في المباريات الرسمية. كيف يقرأ الطوسي مجموعته الإستراتيجية؟ هو أيضا سؤال مطروح بقوة القراءة الخاصة للأسود على أداء ونهج الخصم؟ هل لدينا دفاع يمكنه إيقاف زحف وسرعة الهجوم الأنغولي الذي يسجل مبكرا؟ وهل لنا وسط مقاتل في الإرتداد والبناء مقارنة مع الوسط الأنغولي الذي يمد أخطر المهاجمين بكرات سريعة من الأطراف والعمق لهجومي؟ وهل لنا هجوم بوسعه زعزعة استقرار الدفاع الأنغولي؟ على مستوى الحراسة يدرك المياغري أن كأسه الحالية هي الأخيرة له في مشواره، والعودة إلى الأخطاء التافهة سيؤدي المنتخب الوطني ثمنها غاليا، وأمام الطوسي فرص كبيرة للتحدث مع العميد لمياغري في هذا الشأن مثله مثل بقية الحراس، وعلى مستوى الخط الدفاعي، يظهر الرباعي الشاكير يمينا والكوثري يسارا في أفضل حال بإقفال كل الممرات، لكن في غياب صعودهما للمساندة الهجومية، فهل سيغير الطوسي سلاح الدفاع بإنزال الأظهرة؟ أما متوسط الدفاع فلا خوف عليه مع بنعطية وعدوة شريطة أن لا يتسع فارق المساحة بينهما مثلما سجل على لمياغري هدف منظم من ناميبيا وبخطإ من التمرير للأحمدي. وعلى مستوى الوسط، يبدو هرماش في خط تصاعدي كبير مثلما قاده أمام ناميبيا، لكن في غياب دور الأحمدي الذي نزل مستواه قد نؤدي ثمنه غاليا، والطوسي يعرف هذا الإشكال الذي قد يؤرق الوسط المغربي المتثاقل أمام سرعة أنغولا، وربما يكون شافني الرجل الملائم مع هرماش لإنهاء المشاكل.. بنائيا على المستوى الهجومي، يبدو صانع الألعاب نقطة جوهرية فيما لو غاب يونس بلهندة عن المواجهة الأولى، وقد يكون شافني أو برادة هما المعنيان بهذا الدور فيما لو أعطي لكريم الأحمدي الضوء الأخضر في الإرتداد مع هرماش، وقتها قد نشاهد إما بلهندة أو شافني أو برادة في البناء الأمامي مع استقرار الأجنحة الرئيسية السعيدي يسارا وأمرابط يمينا ودور القناص موكول لأحد الرجلين الحمداوي أو العرابي، وهذه التوليفة هي التي ستحضر المواجهة بنسبة عالية مع اختيارات أخرى قد تبدو واضحة في الكوتشينغ من خلال ما أعده الطوسي في إستراتيجية اللعب باختيارات جوهرية وبارزة لأفضل رجال المعركة. نريد ملحمة كروية لا يعنينا أي شيء في النهائيات سوى ما سيقدمه أسود الأطلس على أرض الواقع، فالمجموعة تبدو في المتناول إذا ما قرأها الناخب الوطني جيدا، وبأدق التفاصيل وكل الجزئيات الصغيرة الخاصة بالخصوم وطريقة الفوز عليها بالعقل، والفوز على أنغولا في البداية يقدم لنا إرتياحا معنويا لتداعيات ما فعلته الرأس الأخضر مع جنوب إفريقيا وكيفية قراءتها هي الأخرى كخصم غير سهل طبعا وحاضر بمفهوماته الإحترافية التي أقصت الكامرون. وأنغولا كما قلت لها خيوط واضحة في الوصول إلى المرمى عبر رقع درجة الإيقاع بسرعة لتسجيل مبكرا، وهذا ما يجب أن يقرأه الطوسي من خلال تقرير جمال فتحي وشرائط لقاءاته، لكن الأبرز أن الدقائق المبكرة التي يسجل فيها عادة قناصو أنغولا وأي كان هي الركيزة التي يلعب عليها المدرب الأوروغواياني غوستافو، ولو سجل علينا هدفا أنغولايا، سيكون من الصعب إدراك التعادل في ظل معنويات قد لا يحسبها الأسود جيدا في قراءة ما بعد الهدف، هل بمؤشرات سلبية أم باحترافية تغيير الهزيمة إلىفوز، لذلك يجب على الأسود نهج ما يرمي إليه الطوسي إن كان فعلا مدربا قادرا على تغيير أنماط المباراة بإيقاعات مختلفة، ولهذه الغاية ندرك جميعا حساسية اللقاء الأول لأنه أول ما يبنى عليه التأهل في حالة الفوز.. والله من وراء القصد.