وصف مصطفى الأبيض، مقدم برنامج «بلادي» على قناة «الأولى»، والكاتب العام لجمعية مبدعي ومهنيي السمعي البصري، الوضع داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، خاصة في قطاع التلفزيون، ب«السائب» نظرا لأوضاع التهميش للعاملين في الشركة، وأيضا لنهج سياسة «الحكرة» تجاه الكفاءات المغربية. وأكد الأبيض، خلال لقاء جمع عددا من مهنيي القطاع السمعي البصري، مساء أول أمس في الرباط، أن «الصحفي كانت له قيمة وعناية في القطاع، ولو أننا كنا نقول إن الداخلية مسيطرة ولكن ما تبدل صاحبك غير بما كرف منو»، حسب تعبيره. وأوضح مقدم برنامج بلادي، أن «الإذاعة كانت مدرسة كبيرة، والتلفزيون لم يكن يعرف السيبة، بتمكين المقدم من تنشيط برنامج أو تقديم الأخبار دون أن يخضع لسلسلة تداريب مكثفة، حيث كان الصحفي في الفترات السابقة يخضع للتكوين المستمر»، مشيرا إلى أن هناك أربع شركات للإنتاج تستحوذ على أغلب البرامج الخاصة بالقناة الأولى، بل وتستعمل وسائل الشركة الوطنية والموظفين التابعين لها. واتهم الأبيض الإدارة والوزارة بفرض سياسات معينة داخل القطاع «وكأنها قرآن منزل»، موضحا أنه في الوقت الذي تمنع فيه دفاتر التحملات المشتغلين في الإنتاج والبرمجة من العضوية في اللجان، فإنه سجل في القناة الثانية والأولى وجود أعضاء ينتمون لقطاع البرمجة والإنتاج «وبالتالي فليس هناك جديد». ووجه الأبيض انتقادات لاذعة للطريقة التي انطلقت بها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، دون أي تكوين للموارد البشرية، حيث أشار إلى أن المستشهرين سخطوا على التلفزيون المغربي وهاجروا نحو قنوات أخرى، وهو الأمر الذي بدا جليا خلال متابعة مقابلات المنتخب المغربي لكرة القدم على قناة الجزيرة الرياضية. وفي سياق حالة الاحتقان التي يعرفها القطاع السمعي البصري، كشف سعيد الودغيري، نائب رئيس النقابة المغربية للفنان المحترف، أن هناك حالة من التذمر لدى الفنانين والعاملين في القطاع، لدرجة أنهم يلوحون باعتصام أمام مقر القناة الثانية في عين السبع والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في رباط، «وذلك بعد أن تأكد، من خلال أسماء لجنة انتقاء البرامج، أن دفاتر التحملات ونية وزير الاتصال في واد، والقائمين على الشأن التلفزي في واد آخر». إلى ذلك، أوضح ماهر الملاخ، رئيس اتحاد شركات الإنتاج السمعي البصري، أنه إذا كانت هذه المرحلة انتقالية فإن ذلك لا يعني استمرارها بنفس الشروط التي طغت على المرحلة السابقة، حيث اقترح الملاخ تدبيرا تدريجيا للإنتاج الخارجي، بإصدار الوزارة لمرسوم يحدد الفترة الزمنية الخاصة بالإنتاج الدرامي في 5 أشهر قبل حلول رمضان، والإنتاجات غير الدرامية في حدود ثلاثة أشهر. وفي الشق الخاص بالإنتاج الداخلي، المحددة في دفاتر التحملات في نسبة 60 %، أكد رئيس اتحاد شركات الإنتاج أن هذه النسبة تتجاوز بكثير قدرات قناة صورياد دوزيم والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، واقترح تخصيص نسبة 20 % إضافية من الإنتاج الداخلي إلى الإنتاج الخارجي لمدة سنة واحد، على أن يتم تأهيل الإدارة الإنتاجية للشركتين.