في سابقة من نوعها، ظل آباء وأولياء بعض التلاميذ في مدرسة دوار «أومزا» في إقليم ميدلت، على مدى سنتين (2010 - 2012) ينوبون عن وزارة التربية الوطنية ويؤدّون السومة الكرائية لمنزل خاص لفائدة أحد الأشخاص، على شكل «وْزيعة»، من أجل تحقيق حلم أطفالهم في التمدرس بسبب غياب مدرسة في الدوار المذكور، حيث تم استغلال هذا المنزل «المتهالك» كمدرسة لتعليم أطفالهم، في انتظار إنجاز أقسام تعليمية من لدن وزارة التربية الوطنية في الدوار، بعد سنوات من الحرمان. وأكدت مصادر من المنطقة أن الدوار المذكور يضمّ 41 أسرة لم يسبق لأطفالها أن تمدرسوا بسبب العامل الطبيعيّ الذي يحُول دون انتقالهم إلى مؤسسات تعليمية تبعد أقربها إليهم بثمانية كيلومترات، وهو ما يستحيل معه على الأطفال الصغار التنقل بشكل يوميّ، ما جعل أسرهم تفضل حرمانهم من التمدرس على أن يُعرّضوهم للخطر، بعدما ظلوا يطالبون لسنوات بخلق فضاء تعليميّ في المنطقة بالنظر إلى العدد المهم من الأطفال في سن التمدرس. وأمام «إهمال» مطلبهم في خلق مؤسسة تعليمية فطن الآباء إلى ضرورة التفكير في حلّ ذاتيّ، حيث عرَضوا إمكانية توفير فضاء يستقبل التلاميذ في انتظار بناء أقسام تعليمية في فترة زمنية معينة كما وُعِد بذلك الآباء، إلا أنه «لم يتم الالتزام بها»، باستثناء توفير أستاذتين في المؤسسة. تمّت التجربة ابتداء من 2010، حيث اكترى الأولياء المنزل ب2500 درهم أدّوها لفائدة صاحب المنزل، وفي سنة 2011 أدوا مبلغ 2000 درهم لفائدة الشخص نفسه، وحينما طال الانتظار احتجّوا على مندوبية وزارة التربية الوطنية في ميدلت، مدعمين بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، مطالبين بالتعجيل بتحقيق «الوعد» ببناء أقسام تعليمية، على أساس أن اكتراء المنزل ما هو إلا حلّ ترقيعي في انتظار هذا الأمر، الذي لم يحصل إلى حد الآن، وهو ما جعل المندوبية تنوب عنهم، أخيرا، وتؤدي لفائدة صاحب المنزل سومة كرائية جديدة قدرها 3000 درهم.. وفي اتصال بالمندوب الإقليميّ لوزارة التربية الوطنية في ميدلت أكد أن المندوبية برمجت مشروع إنجاز حجرتين وسكن وظيفيّ للمُعلّمتين بتنسيق مع الأكاديمية والإنعاش الوطني، وأنه «لا بد من الانتظار قليلا نظرا إلى الإجراءات التي تحتاجها مثل هذه المشاريع»، مضيفا أن «الأولياء لم يؤدوا أيّ فلس وأن المندوبية هي التي أدّت السومة الكرائية لهذا المنزل»، الذي يوجد في وضعية جيدة و»ليس آيلا للسقوط»، وأن «كل هذا يدخل في إطار تشجيع التمدرس في العالم القروي، الذي وصل في إقليم ميدلت إلى مائة في المائة، ودليل ذلك الوصول إلى هذه النقطة التي توجد في الخلاء، ومع ذلك تم التفكير في أطفالها الذين لم يسبق لهم أن تمدرسوا من قبل»، وفق كلام المندوب.