أصيبت أبقار وأغنام وبغال توجد في المحجز البلدي في الصويرة بهزال وأمراض خطيرة أصبحت معها عبارة عن هياكل عظمية، وكشفت معطيات من عين المكان أن هذه الأبقار والأغنام محجوزة مع الكلاب الضالة والمتلاشيات الحديدية، وترفض بلدية الصويرة إرجاعها لصغار الفلاحين الذين حجزت منهم بداعي رعيها في المجال الحضري. وقال متضررون من صغار الفلاحين في الصويرة إنه سجل بعد 20 يوما من الحجز نفوق 10 أبقار، فيما البقية تعاني من هزال وأمراض جراء عدم تقديم العلف لها والعناية الصحية بها، حيث تحولت إلى هياكل عظمية جراء إهمالها مع المتلاشيات والكلاب الضالة في المحجز البلدي. وسجل الفلاحون المذكورون استغرابهم من تعمد بلدية الصويرة الحجز على أبقارهم وأغنامهم التي تعتبر مورد الرزق الوحيد المعيل للعشرات من العائلات في وقت يصرف فيه المغرب ميزانية ضخمة على التنمية الفلاحية والمخطط الأخضر، مشيرين إلى أن المجال الحضري لمدينة الصويرة هو الذي توسع على حساب المجال الرعوي الفلاحي، وليس العكس، بحسب قولهم. ويعتصم يوميا أمام بلدية الصويرة أزيد من 20 فلاحا صغيرا من المتضررين من حجز بهائمهم من دواوير العرب والغزوة والعرشان والديابات، مستغربين كيف ترفض البلدية رفع الحجز عن أبقارهم وأغنامهم وبغالهم بالرغم من قبولهم أداء الغرامات والرسومات الضريبية التي فرضت عليهم، ومن ذلك أداء 50 درهما للبهيمة الواحدة عن كل يوم قضته في المحجز البلدي، إضافة إلى رسوم أخرى لخزينة البلدية وإدارة المياه والغابات. وقالت المستشارة خديجة لبضر، من صف المعارضة في مجلس بلدية الصويرة، إن الفلاحين الذين حجزت أغنامهم وأبقارهم وبغالهم يعيشون في درجات متدنية في سلم التنمية البشرية، وإن دواويرهم تعيش الهشاشة الاجتماعية وليس لهم مورد رزق آخر غير ماشيتهم، مشيرة في اتصال لها مع «المساء» إلى أن إصرار بلدية الصويرة على حجز وتجويع أبقار وأغنام، إلى حد نفوق بعضها هو «ظلم اجتماعي لفئة من صغار الفلاحين»، مضيفة أن «الفلاح الصغير لا موارد مالية له فكيف سيؤدي 50 درهما في اليوم عن كل رأس بهيمة محجوز؟»، على حد قولها. وأضافت لبضر أن هؤلاء الفلاحة كانوا ينتظرون إدماجهم في مخططات التنمية البشرية والمغرب الأخضر لرفع الحيف والتهميش والهشاشة عنهم، وليس حجز مورد رزقهم وتجويع بهائمهم حد النفوق ورفض رفع الحجز عنها، مشيرة إلى أن رعي هؤلاء في المجال الحضري مرده عدم تحديد المجال الغابوي وتوسع المجال الحضري لمدينة الصويرة على حساب مجالات فلاحية رعوية ورثها هؤلاء الفلاحون عن آبائهم وأجدادهم.