قام عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، أول أمس الثلاثاء بتدشين وحدة لتدبير الصناديق الموحدة بميناء الدارالبيضاء ليعطي بذلك انطلاقة عملية تعميم استعمال الصناديق الموحدة على مستوى مراكب الجر ومراكب الصيد بالخيط بمجموع موانئ المملكة. وتأتي هذه العملية في إطار تفعيل الاستراتيجية الوطنية «أليوتيس» التي جعلت من المكتب الوطني للصيد فاعلا شاملا من بين مهامه إدخال استعمال الصناديق الموحدة بقطاعي الصيد الساحلي والتقليدي. واعتبر أخنوش في تصريح صحافي أن إعطاء انطلاقة المشروع من ميناء الدارالبيضاء، الذي يعتبر محطة رئيسية لتسويق المنتجات البحرية، يشكل «مرحلة مفصلية في عملية تعميم استعمال الصناديق الموحدة على باقي موانئ المملكة»، مضيفا أن هذه العملية ستمكن من الحفاظ على صحة المستهلك بفضل ضمان سلامة وجودة المنتجات البحرية والرفع من تثمين المنتوجات المعروضة للبيع». وشكل تدشين وحدة استعمال الصناديق الموحدة بميناء الدارالبيضاء المرحلة الثانية من هذا المشروع الذي هم في مرحلة أولى، وعلى سبيل التجربة، منذ فبراير2011 استعمال الصناديق الموحدة بميناء الداخلة، ليتم توسيع هذه التجربة إلى أهم موانئ المنطقة الجنوبية والمنطقة الوسطى(العيون، طانطان، أكادير). وتهدف المرحلة الثانية أساسا إلى تعميم استعمال الصناديق الموحدة في غضون شهر من طرف مراكب الصيد بالجر والصيد بالخيط بالمنطقة الأطلسية الشمالية والمنطقة المتوسطية. ولهذا الغرض عمل المكتب الوطني للصيد على توفير بنيات تحتية مجهزة (غسل، تخزين ومناولة) لتدبير الصناديق الموحدة على مستوى كل موانئ المملكة مع اتخاذ تدابير انتقالية بموانئ المهدية وطنجة لتوفير كافة حلقات الشبكة المينائية على الصناديق الموحدة في أقرب الآجال. وحسب وزير الفلاحة والصيد البحري، فقد تطلب هذا المشروع المهيكل استثمارا إجماليا بلغ 230 مليون درهم على المستوى الوطني يشمل ثلاثة ملايين ونصف صندوق موحد للفاعلين بالقطاع واقتناء 24 آلة للغسل وبناء وتجهيز 18 وحدة لتدبير الصناديق ومدها بالموارد البشرية اللازمة. ولضمان جودة وسلامة المنتوج، توجه المغرب إلى استعمال الصناديق المصنعة حصريا من البلاستيك ذات الجودة الغذائية والذي يلبي عدة معايير للجودة، من ضمنها مقاومة تأثيرات الأشعة الفوق بنفسجية وتغيرات درجات الحرارة (من 25 درجة تحت الصفر إلى 70 درجة مئوية) وكذلك مفعول مواد التنظيف، علاوة على توفر هاته الصناديق على نظام صرف السوائل إلى خارجها. كما أن استعمال الصناديق الموحدة يوفر مزايا أخرى تشمل القدرة على التحمل وطول مدة الصلاحية ومراعاة شروط حماية البيئة وصحة المستهلك فضلا عن كون معالجة الصناديق خلال غسلها تتم من طرف المكتب الوطني للصيد باستعمال مواد تنظيف وتطهير مرخصة. وقصد ملاءمة الصناديق لخصوصيات كل أنواع الصيد (مراكب السردين بالجر أو بالخيط)، تم اعتماد 3 نماذج من الصناديق، وذلك بتشاور مع المهنيين. وحسب بلاغ للجهة الوصية على القطاع، فقد عرفت المناطق التي انطلق بها استعمال الصناديق الموحدة دينامية جديدة لصناعات التجميد على البر والاستثمار في مصانع الثلج، وكذلك تجهيز المراكب بآلات صنع الثلج والرافعات لتسريع عملية المناولة. وأبرز البلاغ ذاته أن استعمال الصناديق الموحدة بالموانئ الأربعة الكبرى شجع المهنيين على استعمال الثلج على متن المراكب، مما أسهم في الحفاظ على جودة المنتوجات والحد من الخسارة الناجمة عن ظروف التخزين والمناولة غير الملائمة، وفي الحفاظ على الثروة السمكية وتوفير مادة أولية ذات جودة تعزز تنافسية مختلف الفاعلين المغاربة في الأسواق الدولية.