استطاع مشروع «فاص المغرب»، الخاص بتسهيل إنشاء المقاولات في المغرب، بفضل تعبئة المغاربة المقيمين بأوروبا، إنشاء 236 مقاولة باستثمار إجمالي بلغ 85 مليونا و126 ألف درهم ساهمت في توفير 844 منصب شغل مباشرا. وقال إينيكو لاندابورو، سفير الاتحاد الأوروبي بالرباط، خلال ندوة نظمت بالدار البيضاء، أول أمس الثلاثاء، لتقديم حصيلة المشروع، إن النتائج تخطت الالتزامات بعدما أطلع الحاضرين على واقع تمكن الشركاء المساهمين في إطلاق هذا المشروع من إحداث أكثر من 200 مقاولة جديدة بالمغرب، وفرت مع بداية نشاطها الإنتاجي أكثر من 800 عمل مباشر، باستثمارات إجمالية تجاوزت 85 مليون درهم، حسب الأرقام التي كشفت عنها الإحصائيات التي وردت على لسان إنيكو لاندابورو، وتأكدت أيضا في مداخلة رئيس المشروع بيتر كويليوي، مضيفا أن النتائج التي تم تحقيقها من قبل البرنامج بدت مقنعة، وينبغي أن يعمل على مواصلة هذه التجربة، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي دعم المشروع من خلال المساهمة في تمويله بتقديم أزيد من مليونا و497 ألف أورو من الميزانية الإجمالية للمشروع والبالغة مليوني و230 ألف أورو. من جانبه، أكد عبد الفتاح الصهيبي، المسؤول بوزارة الجالية المقيمة بالخارج، الذي ناب عن الوزير عبد اللطيف معزوز في حضور أشغال الندوة، أن حجم استثمارات مغاربة أوروبا بوطنهم الأم لايزال دون المستوى المطلوب، باعتبار أن حصتها لا تتجاوز حدود 3 في المائة من إجمالي قيمة تحويلاتهم المالية الموجهة نحو المغرب، والتي يصل متوسطها السنوي إلى حوالي 58 مليار درهم. وحسب منظمي الندوة، وفيما يخص خلق المقاولات والنهوض بالتشغيل، عمل المشروع، الذي أنجز بشراكة بين مؤسسة (إنتانت) والوكالة الفرنسية للتنمية والمركز الدولي للهجرة والتنمية بألمانيا وجمعية (إنتانت المغرب)، بشكل رئيسي، على تحقيق هدف خلق 225 مقاولة جديدة تسهم في توفير 1350 منصب شغل مباشرا على مدى أربع سنوات. ويتقدم المغاربة المقيمون في إيطاليا لائحة المستثمرين، حيث شكلت المقاولات التي أحدثوها 28 في المائة من مجموع المقاولات المنشأة في إطار المشروع، يليهم مغاربة فرنسا ب25 في المائة، ثم هولندا ب16 في المائة وإسبانيا ب15 في المائة وألمانيا (7في المائة) وبلجيكا (4 في المائة) وإنجلترا (3 في المائة) وباقي البلدان الأوروبية (سويسرا، البرتغال، بولونيا) بنسبة 1 في المائة. ويمثل الرجال النسبة الأعلى في أصحاب المشاريع، حيث استأثروا بنسبة 85 في المائة من مجموع المشاريع المحدثة، فيما لم تتعد حصة النساء من هذه المشاريع نسبة 15 في المائة. وبالنسبة للتوزيع حسب القطاعات، فقد شكل قطاع البناء والأشغال العمومية نسبة 17 في المائة من مجموع المقاولات المنشأة، متبوعا بقطاع الخدمات ب16 في المائة والمطاعم والفندقة ب15 في المائة وقطاعات الاستيراد والتوزيع ب12 في المائة والنقل واللوجيستيك ب11 في المائة ثم الصناعة ب3 في المائة. واستنادا إلى الحصيلة التي تم الإعلان عنها، فإن 89 في المائة من المقاولات التي تم إنشاؤها سنة 2009 ما تزال تمارس نشاطاتها الاقتصادية، مما يعكس متانة المشاريع التي تم تبنيها من قبل البرنامج. يذكر أن الإعلان عن هذه النتائج تم في لقاء خصص لتقديم الحصيلة النهائية لهذا البرنامج الذي أطلق في 2009 بهدف تشجيع المهاجرين المغاربة المقيمين بأوروبا على نقل مهاراتهم المكتسبة ببلدان المهجر إلى الوطن الأم، وحضره كل من سفير الاتحاد الاوروبي بالمغرب، وجاك كيمب ممثل المؤسسة الهولندية (إنتانت)، وعبد الفتاح صهيبي مدير بالوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج.