وجهت هيآت وجمعيات رياضية واجتماعية في طنجة تحذيرا للنائب الإقليميّ لوزارة التعليم بخصوص مغبّة تفويت قطعة أرضية بآلاف الأمتار المربعة لشركة تجارة من أجل استغلالها لأهداف تجارية. وأشارت هذه الهيئات، في رسالة توصلت بها «المساء»، إلى أنّ «النائب الإقليميَّ لوزارة التعليم في طنجة، سعيد بودرا، دخل المراحل النهائية من أجل تفويت قطعة أرضية تقارب مساحتها 3000 متر مربع، لمؤسسة تجارية يحمل صاحبها اسم «البقالي»، من أجل إقامة قاعة رياضة ومرافق أخرى عليها لاستغلالها لأهداف تجارية». وأضافت هذه الجمعيات أن قطعة الأرض، المجاورة لثانوية أبي العباس السبتي، «تعتبر ملكا للمؤسسة التعليمية وليست ملكا لسعيد بودرا، لذلك ليس من حقه أن يفوّتها لأي جهة كيفما كانت». ويعمل بودرا على رسم المعالم الأخيرة لمخطط يرمي إلى تفويت هذه الأرض لشركة «البقالي»، المعروف في المدينة باحتكاره أغلبَ الملاعب الرياضية المدرسية، والتي تثير جدلا واسعا في طنجة بسبب خرقها القوانين ودفاترَ التحملات المعمول بها في هذا الإطار. من جهته، صرّح سعيد بودرا بأنّ «الأمر لا يتعلق بتفويت مباشر، وأنه تفويت مؤقت لمدة عشر سنوات، حيث سيعمل الشخص الذي فُوتت له هذه الصفقة على بناء مركّب رياضي، وفق دفتر تحملات محدد، على أن يصبح المركّب في ملكية وزارة التعليم بعد انتهاء المدة المتفق عليها». غير أن هيئات وجمعيات مناهضة لهذه الصفقة هدّدت بما أسمته «فضح كواليس هذه الصفقة»، التي قالت إنها لم تحظ بموافقة وزير التعليم، واعتبرت بودرا «منحازا بشكل ملفت لشركة البقالي»، وقالت إنها ستراسل والي طنجة، محمد اليعقوبي، حول ما أسمته «تصرفات نائب التعليم» في طنجة، سعيد بودرا، الذي وصفته بأنه «يدعم أشخاصا معيَّنين لأهداف غير معروفة»، وفق تعبيرها. يذكر أن والي طنجة عبّر -في أكثر من مناسبة- عن انزعاجه من واقع المؤسسات التعليمية في المدينة، بما في ذلك تأخر بناء وتجهيز عدد من المؤسسات، في الوقت الذي تكرّس نيابة التعليم كل جهودها لتفويت الملاعب الرياضية والدخول في شراكات «مشبوهة».