لا يختلف اثنان في كون المدافع عبد الحميد الكوثري يملك في جعبته الكثير لتقديمه للمنتخب الوطني وللفرق التي يدافع عن ألوانها بفضل اصراره الدائم على تقديم الأفضل حتى في أحلك الظروف، وهو ما يجعله دائم الجاهزية للدفاع عن قميص المنتخب الوطني. خلال النسخة الماضية لكأس افريقيا التي احتضنتها جنوب افريقيا، وضع البلجيكي غيريتس، غير المأسوف على رحيله، الكوثري في دكة الاحتياط وأقحم مكانه المدافع القنطاري الذي عاد من إصابة غيبته عن الميادين لقرابة ثمانية أشهر، ساهمت إلى حد كبير في ضعف مستواه واتسام مردوده بالبطئ. ظل الكوثري يؤمن بقدرته على انتزاع الرسمية، بل ظل يحارب من أجل نيلها وهو المصر على خوض جميع المباريات من بوابة الرسمية وعيا منه بأنه أهل للثقة وأهل ليكون لاعبا رسميا ضمن أي مجموعة يدافع عن ألوانها. وإذا كان الظهير الأيسر الآخر للمنتخب، زكرياء بركديش، احتفل بعيد ميلاده قبل يومين بجوهانسبورغ، فالمدافع الكوثري يرغب في الاحتفال بعيد ميلاده يوم 13 مارس المقبل على ايقاع التألق خلال نهائيات العرس القاري، كيف لا والاتحاد الدولي للعبة « فيفا» رشحه ليكون من «جواهر» كأس إفريقيا للأمم التي ستحتضنها جنوب إفريقيا في الفترة ما بين 19 يناير الجاري و10 فبراير المقبل. الاتحاد الدولي أدرج اسم المدافع الكوثري ضمن لائحة تضم ستة أسماء مرشحة بقوة للتألق رفقة منتخباتها الوطنية، ويتعلق الأمر بكل من كريستيان آستو، لاعب المنتخب الغاني، والتونسي عبد القادر الوسلاتي والجزائري فوزي غولام وريان مينديس، من الرأس الأخضر، فضلا عن الجنوب إفريقي تولاني سيريرو. وقام الموقع ذاته باستعراض انجازاته مع فريق مونبوليي الفرنسي، الذي حاز معه الموسم الماضي لقب البطولة، علاوة على التذكير بمشاركته رفقة منتخب فرنسا لأقل من 19 سنة في بطولة أوروبا، وذلك قبل اختياره الدفاع عن القميص الوطني وخوض نهائيات الألعاب الأولمبية الأخيرة بلندن رفقة الهولندي بيم فيربيك. اقترن اسم المدافع الكوثري بفريق مونبوليي الفرنسي، الذي يعتبر منتوجا خالصا لمدرسته، وهو التكوين الذي صقله بالمشاركة رفقته في العديد من المباريات، وتحديدا منذ سنة 2007 وهي التجربة التي أغناها مع المنتخب الوطني، وهو ما يفسر اهتمام الاتحاد الدولي به وترشيحه ليكون ضمن نجوم الدورة. مهمة الكوثري في كسب رسميته ليست سهلة المنال على اعتبار أن زميله في المنتخب بركديش تتملكه الرغبة ذاتها والطموح نفسه في الانقضاض على الرسمية، رغم كون الطوسي بعث اشارات قوية خلال مباراة زامبيا الودية بعدما اعتمد على مدافع مونبوليي رسميا كظهير أيسر، وهو ما من المنتظر أن تزكيه مباراة ناميبيا غذ السبت، والتي تعتبر آخر محك تجريبي قبل خوض غمار نهائيات العرس القاري.