يخوض عدد من المعتقلين السلفيين في مختلف سجون المملكة إضرابات عن الطعام من أجل الضغط على المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج لتلبية مطالبهم. ووفق ما صرحت به مصادر مقربة من هؤلاء السجناء، فإن المعتقل الإسلامي عبد الكريم المختاري بسجن الناظور، الذي كان يعاني من آلام حادة في قدميه بسبب مرض ألم بهما وقد كان شبه مقعد، «أوقف إضرابه عن الطعام، الذي دام 32 يوما، يوم الخميس 27 دجنبر 2012، بعد أن وعدته إدارة السجن بمعالجته وإجراء الفحوصات اللازمة له، لكنها أخلفت وعدها بتقديم العناية الطبية اللازمة له»، مثيرة الانتباه إلى أن «المختاري أصبح عاجزا تماما عن المشي وفي حاجة ماسة لكرسي متحرك لأنه الآن يستعين بزملائه، الذين يحملونه على أكتافهم لتسهيل تنقله داخل السجن». ورد حفيظ بنهاشم، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، في تصريح ل«المساء»، على هذه التصريحات بقوله: «إذا كان هذا المعتقل في حاجة بالفعل إلى كرسي متحرك، نظرا لحالته الصحية، فيمكن أن أرسله له حال توصلي بطلب من طرفه». وكشف بلاغ صادر عن «اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين»، توصلت «المساء» بنسخة منه، أن المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج قامت بترحيل المعتقل الإسلامي هشام الربجة من «سجن مول البركي بآسفي إلى سجن سلا 2 من جديد بعد خوضه لإضراب مفتوح عن الطعام». وأضاف البلاغ أن المعتقلين السلفيين الأربعة، الذين اعتقلوا مؤخرا بمدينة فاس، ويتعلق الأمر بكل من زكرياء الزهور، رضوان أجروش، خالد الحميدي وعبد الإله الرضواني، أحيلوا على قاضي التحقيق قبل تنقيلهم إلى سجن الزاكي بسلا، منتقدا في الآن نفسه توزيعهم على «زنازن مكتظة مع معتقلي الحق العام». وعلق بنهاشم على ذلك قائلا: «هؤلاء المعتقلون مغاربة ومتساوون مع بقية السجناء ولا مجال للحديث عن ضرورة عزلهم عن بقية السجناء لأن لهم أفكارا مختلفة». إلى ذلك، أصدر المعتقل السلفي توفيق يترب بلاغا كذب من خلاله ما صرحت به المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بكونه غير مضرب عن الطعام، معلنا أنه سيواصل إضرابه، الذي مازال مستمرا منذ يوم 20 دجنبر 2012، ولو كلفه ذلك حياته، على حد قوله. كما ذكر بلاغ صادر عن اللجنة المشتركة أن 31 معتقلا سلفيا دخلوا في إضراب إنذاري عن الطعام بسجن بوركايز بفاس تضامنا معه واحتجاجا على إهماله، «كما آزره 26 طالبا من المعتقلين الذين قدموا من مختلف السجون المغربية لأجل الامتحانات، حيث دخلوا في إضراب عن الطعام لمدة 24 ساعة يوم 09 يناير 2013 تضامنا معه في محنته». ودعا توفيق يترب إلى «تدخل جهات طبية محايدة»، مثيرا الانتباه إلى «نوبات الإغماء التي تنتابه لساعات طوال دون تدخل أو إسعاف جاد». في المقابل جدد حفيظ بنهاشم نفيه لما ورد في بلاغ المعتقل السلفي توفيق يترب، وقال إن أبواب سجن فاس مفتوحة في وجه الصحافة إن أرادت التأكد من وجهة نظر المندوبية، مشيرا إلى أنه اعتمد على طبيب السجن الذي أكد في تقريره أن المعتقل المذكور لا يخوض أي إضراب عن الطعام.