بدأت لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الأمريكي مراجعة اتصالات بين مسؤولين من وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) وصانعي فيلم (زيرو دارك ثيرتي) أو (نصف ساعة بعد منتصف الليل الذي يدور حول ملاحقة زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن بعد أن عبرت رئيسة اللجنة عن غضبها إزاء مشاهد تشير ضمنا إلى أن «عمليات استجواب مكثفة» لمحتجزين لدى الوكالة أحدثت تقدما كبيرا في عملية البحث عنه. وفي أحدث جدل يثار حول الفيلم علمت رويترز أن اللجنة ستفحص قرائن توضح الاتصالات بين مسؤولي مخابرات ومخرجة الفيلم كاثرين بيجلو وكاتب السيناريو مارك بول. وقال مصدر مطلع على القضية إن المحققين سينظرون فيما إذا كانت وكالة المخابرات المركزية سمحت لصانعي الفيلم بالاطلاع على مواد سرية على نحو «غير ملائم». وأضاف أنهم سيحققون أيضا فيما إذا كان مسؤولو الوكالة مسؤولين عن تجسيد ما عرضه الفيلم من ممارسات قاسية خلال الاستجواب وخاصة التلميح إلى فعالية تلك الممارسات. ويؤكد الديمقراطيون في لجنة المخابرات أن هذا الأمر عار من الصحة. ويحكي الفيلم قصة البحث عن بن لادن وهجوم قوات البحرية الخاصة الأمريكية الذي أسفر عن مقتله في ماي 2011 بحبكة درامية. وتظهر مذكرات ورسائل إلكترونية حكومية أرسلت إلى جماعة جوديشال ووتش المحافظة أن وكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع (البنتاغون) سمحتا لصانعي الفيلم باطلاع واسع على معلومات. غير أن الفيلم أثار أيضا مجموعة من المشكلات السياسية للرئيس الأمريكي باراك أوباما. وفي وقت سابق أشار منتقدون جمهوريون لأوباما إلى أن هذه حيلة لدعم حملته الانتخابية. أما الآن فيهاجم بعض أنصار أوباما الليبراليين الفيلم والمسؤولين الذين تعاونوا مع صانعيه لما وصفوه بالترويج لفعالية التعذيب. ولم تعلق وكالة المخابرات المركزية على أحدث تحقيق للكونغرس بشأن الفيلم.