حالة من الجدل أثارها قيام مجموعة شركات إنتاج بالإعلان عن إنتاج فيلم وثائقي عن عملية اغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، وذلك بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري. الفيلم تأليف مارك بوال وإخراج المخرجة كاثرين بيجلو، وتم تحضيره بعد أيام من الغارة الأمريكية على مقر بن لادن والتي قتل فيها الأخير، والفيلم يلقى مساعدة من وزارة الدفاع الأمريكية، حسب ما ذكرته تقارير صحفية. وقد اتهم بيتر كينج رئيس لجنة شؤون الأمن الداخلي في مجلس النواب الأمريكي الجمهوري البيت الأبيض بالكشف عن أسرار دولة بقيامه بتسريب معلومات سرية خطيرة عن أساليب العمليات الخاصة في أمريكا من خلال السماح للبنتاجون بالتعاون مع أوساط اليهود، والسماح لمخرجة الفيلم بالإطلاع على التفاصيل الخاصة بالمهمة الأكثر سرية في التاريخ "كما وصفها"، وعليه طالب بفتح تحقيق مع حكومة أوباما كلها. وأعرب بيتر كينج عن خشيته أن تكون المخرجة وكاتب سيناريو الفيلم مارك بول اللذان التقيا مسؤولين كبارا في وزارة الدفاع لكتابة سيناريو الفيلم، اطلعا على معلومات عن العملية مصنفة كأسرار دفاع. وأكد البرلماني في بيان مستندا إلى مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن شركة الإنتاج "سوني بكيتشرز أنترتاينمت" والمخرجة كاثرين بيجلو حصلا على إمكانية الوصول إلى أعلى المستويات، في إطار أكثر العمليات سرية في التاريخ لإنتاج فيلم عن الهجوم". وصرح المتحدث بإسم البيت الأبيض لمجموعة من الصحفيين أنه لا توجد أي معلومات سرية تم تسريبها لصناع الفيلم، وأن الفيلم لا يكشف أي معلومات عن كيفية التخطيط للعملية وإنما يركز الفيلم على دور الرئيس الأمريكي باراك أوباما فيها. وأكد أن المعلومات التي تم تقديمها لصناع الفيلم عن العملية هي نفسها التي تم تقديمها لوسائل الإعلام. وتعمل المخرجة كاثرين بيجلو الحائزة على جائزة أوسكار على موضوع مطاردة بن لادن وتصفية العدو رقم واحد للولايات المتحدة، في عملية شنتها قوات أمريكية خاصة مطلع مايو على مقر إقامته في مدينة أبوت أباد في باكستان. وكان مسؤول من داخل الحزب الديمقراطي قد اعلن أن الفيلم سيتم عرضه في أكتوبر 2012 قبل شهر من الإنتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة كدعاية من البيت الأبيض من أجل دعم أوباما للحصول على فترة رئاسية جديدة على اعتبار أن العملية أهم أكبر إنجازاته. يذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتقد لفترة طويلة لقلة خبرته في شؤون الأمن القومي ويواجه حملة صعبة لإعادة انتخابه بسبب وضع أمريكا الإقتصادي ويعتبر قتل أسامة بن لادن أحد أكبر إنجازات أوباما.