أرجعت الفنانة المغربية ثريا العلوي سبب قلة ظهورها فنيا إلى اختياراتها الفنية الدقيقة. وأكدت في حوار مع «المساء» أن الرفع من نسبة الإنتاج ستؤدي بشكل أتوماتيكي إلى الرفع من مستوى الأعمال الفنية المغربية، مضيفة أن الاعتماد على دبلجة الأعمال الأجنبية يدق ناقوس خطر. - غيابك الطويل عن الساحة الفنية هل هو اختياري أم اضطراري؟ لن أقول غائبة عن الساحة الفنية، بل يمكن القول إني أصبحت مقلة جدا في اختياراتي الفنية، فخلال الأربع سنوات الماضية لم تتعد الأعمال التي صورتها أصابع اليد الواحدة منها «الوجه الآخر» مع عبد الكريم الدرقاوي و»ثلاث بنات» مع ادريس شويكة والعملان معا لم يعرضا لحد الآن، إضافة إلى «فوهة»، وهو فيلم قصير للمخرج عمر مول دويرة الذي يبشر بمستقبل واعد جدا في عالم الإخراج وقد عرض بمهرجان دبي. - هل من أسباب لبقائهما حبيسي العلب لحد الآن؟ لا علم لي بالأسباب، أنا لست مسؤولة عن البرمجة لكن بالنسبة للفيلم القصير «فوهة» فسيعرض في مهرجان طنجة. - أين وصل فيلم «يوم وليلة» ؟ «يوم وليلة» هو العمل السينمائي الطويل الأول للمخرج نوفل براوي ويخضع لعملية وضع اللمسات الأخيرة عليه لعرضه في مهرجان طنجة ثم سينزل بعدها إلى القاعات السينمائية المغربية. - هل تراهنين على نجاح الفيلم جماهيريا؟ استغرق الإعداد للعمل 3 سنوات وقمت بمعايشة نساء في قرية نائية يعشن نفس ظروف بطلة الفيلم، وهي سيدة أمازيغية تغادر قريتها صوب مدينة الدارالبيضاء للبحث عن زوجها وتلتقي بائعة هوى وتبدأ قصة فيلم يوم وليلة. - هل قلة أعمالك الفنية تعود إلى بحثك الدائم عن دور مميز والانغماس في الشخصية التي تلعبينها؟ كفنانة أبحث دائما عن أدوار تبقى محفورة في الذاكرة وليس التواجد من أجل التواجد فقط. منذ بداياتي الفنية كنت أدقق في اختياراتي الفنية لأن تلك الأعمال ستبقى في رصيد تاريخي الفني ويجب أن يكون هذا التاريخ مشرفا لي ويحترم الجمهور الذي شاهده أو الذي لم يشاهده بعد. - بمعنى أنك راضية عن جل الأعمال التي قدمتها؟ أنا راضية تماما لأني أعيش مع كل شخصية هاجس الإتقان ولن أشارك في عمل تكون لدي فيه ذرة شك بأني لن أبلغ فيه درجة الإتقان التي أبحث عنها. - كيف سيتم تقديم فتاة الهوى في فيلم يوم وليلة؟ نقدم الجانب الإنساني والعميق لتلك الفتاة التي تمد يد المساعدة، سنقدمها دون أحكام قيمة ودون أحكام جاهزة. - هل عملك مع زوجك المخرج نوفل البراوي يجعلك تعملين بأريحية أكثر؟ أرفض عبارة عملك مع زوجك، فخارج البيت الزوجي وداخل موقع التصوير أصبح مجرد فنانة أؤدي الشخصية المطلوبة وهو مخرج للعمل، وعلاقتنا تصبح علاقة مهنية لا فرق فيها بيني وبين باقي الممثلين المشاركين في العمل. ما أحب في عمل المخرج نوفل براوي هو حسن إدارته للممثل، لأن من شروط المخرج الناجح هو حسن الإدارة والتوجيه حتى يستطيع الممثل تقديم أفضل ما لديه للشخصية وللعمل ككل. - أي عمل فني عرض في السباق الرمضاني واستحق ثناءك؟ سلسلة «بنات للا منانة» التي تمكنت من حصد أعلى نسبة مشاهدة وكان عملا جيدا بإجماع الجمهور والنقاد والإعلام. - هل ترين أسبابا محددة لتدني مستوى الإنتاجات المغربية؟ مستوى الإنتاجات المغربية متفاوت، فهناك أعمال جيدة وهناك أعمال أقلة جودة، والسبب وراء قلة الجودة يعود إلى عدم وجود إنتاج قوي وكبير، وأضرب مثالا بالبث التلفزيوني، فالمفروض أن يغلب عليه بث الإنتاج الوطني ثم يأتي في المرتبة الثانية بث الأعمال الأجنبية، لكننا نرى العكس، إذا أن الإنتاج الأجنبي أكثر بثا مقارنة بالإنتاج المغربي وهو يستدعي دق ناقوس الخطر. فلا يعقل أن نجد في كل مرة نفتح فيها قنوات التلفزيون العمومي مسلسلا مدبلجا، كأننا في المغرب لا نتوفر على مخرجين وكتاب وممثلين. - هل بث تلك الأعمال المدبلجة يرجع إلى أنها لا تكلف شيئا؟ تضحك.... هل هذا سؤال أم جواب؟ - لكن تلك الأعمال تلقى حظوة لدى المشاهد المغربي؟ الجمهور ليس لديه خيار بسبب ندرة الإنتاج الوطني، وسؤالي العريض هو: هل الجمهور المغربي مخير؟ لا بالطبع فإذا خير بين مسلسل مغربي جيد وبين مدبلج سيختار المغربي وهناك أعمال فنية مغربية حققت نسب مشاهدة عالية حين احترمت الجمهور ولامست واقعه وهمومه ومشاكله، والدليل على حب الجمهور المغربي لإنتاجه الوطني، أنه حين يعرض فيلم سينمائي في القاعات السينمائية إلى جانب فيلم مصري أو أمريكي فإنه يفوز بنسبة مشاهدة كبيرة وهذا أكبر دليل على أن المشاهد المغربي يريد إنتاجا يشبهه. يجب ألا ننتظر شهر رمضان حتى يكون للجمهور المغربي موعد يومي مع أعمال فنية مغربية بل من حقه أن يرى أعمالا مغربية طيلة السنة عوض إعادة بث أعمال عشرات المرات حتى ملها الجمهور.