يرتقب أن تشهد الأيام القليلة المقبلة الإعلان الرسمي عن التحاق عدد من أطر الحزب الاشتراكي الموحد بحزب الأصالة والمعاصرة. وحسب خديجة الرويسي، المشرفة وطنيا على جهة فاس بولمان، فإن نواة هذا الحزب بالجهة عرفت إقبال عدد من الأطر وصفتها بالكفأة وذات المصداقية. وطبقا للمصادر، فإن فؤاد عالي الهمة، صديق الملك ومؤسس هذا الحزب، قد كلف مؤقتا فريد أمغار، مستشار الاشتراكي الموحد في المجلس الجماعي لفاس ونائب العمدة شباط، بالتنسيق الجهوي مؤقتا، في انتظار عقد المؤتمر الوطني للحزب في نهاية يناير المقبل. وإلى جانب أمغار، التحق حسن التايقي، وهو مستشار جماعي آخر من ذات الحزب، بالأصالة والمعاصرة. وتحكي المصادر أن عددا من «أتباع» هاذين المستشارين قد حذوا حذوهم في هذا القرار. وعجل تسرب الخبر بعقد اجتماعات طارئة لفرع الحزب بالمدينة في بداية هذا الأسبوع، وهي الاجتماعات التي انتهت بصياغة تقرير أرسل إلى المكتب السياسي للحزب. وأفاد رضوان عبابو، المسؤول المحلي للاشتراكي الموحد، بأن المكتب المحلي للحزب اقترح طرد فريد أمغار وحسن التايقي من الحزب نهائيا «بعد أن ثبت له تعاملهما مع جماعة الأصالة والمعاصرة». وقد سبق للحزب على المستوى المحلي، أن عاش «تصدعا» بسبب تحالف مستشاريه في المجلس الجماعي مع العمدة شباط. وقال عبابو إنه سيعلن عن تشكيل ما سماه بجبهة يسارية عريضة، على المستوى المحلي، لمواجهة من سماهم بكل الانتهازيين والوصوليين «ليكونوا عبرة لمن يخون الأمانة ويتاجر بأرواح ودماء الشهداء من أبناء الجماهير الشعبية». وفي الوقت الذي يقترح فيه مكتب فرع الحزب طرد هذه الأطر، يقول مصدر مقرب من الملتحقين بحزب الهمة، إنهم قدموا استقالاتهم من الحزب الاشتراكي الموحد منذ أكتوبر الماضي، مسجلا أن هذه الاستقالات مرتبطة في عمقها بما سماه بالمأزق السياسي والتنظيمي للحزب. وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن هذه الأطر كانت أمام خيار الابتعاد عن السياسة، «وهذا الخيار فيه استغناء مجاني عن كل التراكمات» أو الالتحاق بالاتحاد الاشتراكي، «وهذا الخيار فشل لأنه شكل موضوع إزعاج بالنسبة إلى هذا الحزب»، وبدأت الاتصالات مع من سماهم ببعض الأطر اليسارية والديمقراطية في حركة لكل الديمقراطيين. وفي السياق ذاته، علم بأن نواة حزب الهمة في جهة فاس بولمان قد بدأت في استقطاب نخب حزبية يسارية أخرى، منها أطر وبرلمانيون من حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية وجبهة القوى الديمقراطية، هذا إلى جانب أطر غير متحزبة تشتغل في قطاعات حيوية مثل المحاماة والطب والصيدلة، بالإضافة إلى رجال أعمال كانوا، إلى وقت قريب، مقربين من العمدة شباط. وكان الهمة، مؤسس حركة لكل الديمقراطيين و»صديق الملك»، قد عقد لقاءات «خاصة»، بداية يوليوز الماضي، مع بعض «وجهاء» المدينة، تمخض عنها تشكيل نواة للحركة بالجهة، وأعلن خلالها عن تنظيم لقاء تواصلي، لكن الهمة أجل «هيكلة» فاس، وبرر هذا التأجيل بالتحاقه بالملك الذي كان وقتذاك في زيارة لفرنسا. وتشير المصادر إلى أن الهمة فضل التريث في حسم أمر هذه الهيكلة، في انتظار استكمال «نواتها الصلبة»، فيما ظل مقربون منه في اتصالات مع أطر يسارية بالجهة، تمخضت عنها الالتحاقات التي سيعلن عنها بشكل رسمي في الأيام القليلة المقبلة.