قدّم مدير المستشفى الإقليمي لإنزكان استقالته من مهامّه الإدارية لأسباب صحية، حسب ما ورد في نصّ الاستقالة، التي توصلت «المساء» بنسخة منها، والمؤرخة في 31 دجنبر 2012. وتشير حيثيات رسالة الاستقالة إلى أنه وبالنظر إلى الظروف الصحية للمدير، والتي أصبحت تؤثرا سلبا على أدائه على مستوى إدارة المستشفى فإنه يطلب من وزير الصحة إعفاءه من مهامه. وفي تصريح له بالمناسبة أكد المدير المستقيل أنه يتعرّض لمؤامرة خارجية تسعى إلى خدمة أجندة بعض المسؤولين على الصعيد الجهويّ ومندوبية أكادير ولوبيات بائعي اللوازم الطبية.. في إشارة إلى البلاغ الذي أصدرته الجامعة الوطنية لقطاع الصحة، والذي استنكرت من خلاله إصرار إدارة المستشفى على تعليق في قسم المستعجلات تضمّ عبارة «ممنوع اقتناء اللوازم الطبية والأدوية من خارج قسم المستعجلات».. ووصفتها الجامعة هذه اللافتة بأنها تضليل للمرتفقين وتأليبٌ لهم ضد الموظفين، خصوصا في ظل النقص الحاصل في مجموعة من الأدوية والمُعدّات الطبية. وأضاف مكتب الجامعة أنه طالب بتعويض هذه اللافتة بلائحة الأدوية المتوفرة، كما ينصّ على ذلك القانون. وفي السياق ذاته أشار مدير المستشفى إلى أنه عقد أكثر من 160 اجتماعا مع كل النقابات واللجن ورؤساء الأقسام، فضلا على بعض هيئات المجتمع المدنيّ، ما أسفر عن اكتشاف مجموعة من الإختلالات التي كانت بعض مرافق المستشفى تعرفها والحد منها، حسب تعبير المصدر نفسه، الذي أضاف أن إدارة المستشفى تلقت مئات الشكايات من المواطنين حول «استدراجهم» إلى شراء الأدوية والمستلزمات الطبية من بعض المحلات المجاورة للمستشفى، رغم أن هذه الأدوية متوفرة في صيدلية المستشفى ومن حق المواطن الاستفادة منها. وخلص مدير المستشفى إلى توجيه النداء إلى الوزارة الوصية بالتدخل العاجل وإيقاف ما وصفه ب»الاستهتار بمصالح المواطنين وعرقلة السير العادي للمستشفى»، مطالبا بفتح تحقيق في ملابسات هذه القضية. من جهته، شدّد بلاغ صادر عن المكتب الإقليميّ للجامعة الوطنية لقطاع الصحة على وجود اختلال كبير في تدبير صيدلية المستشفى، ما يؤدي إلى انقطاعات متكررة في الأدوية، خاصة عقاقير التخدير والإنعاش، إضافة إلى نقص المُعدّات الجراحية. كما نبّهت الجامعة إلى الاكتظاظ الكبير الذي يعرفه قسم الأمراض العقلية والنفسية، الذي لا تتجاوز طاقته الاستعابية 60 سريرا، في حين يتواجد فيه اليوم 130 مريضا يعيشون في ظروف غير إنسانية. كما أنّ تصميم القسم يجعل مراقبة المرضى أمرا صعبا مع انتشار الروائح الكريهة والأوساخ وغياب الأسِرّة والأغطية الكافية مع سوء التغذية واقتصار الوجبات المُقدَّمة للمرضى على القطاني بشكل يوميّ.