قال الأمير مولاي هشام، ابن عم الملك محمد السادس، إن إسلاميي حزب العدالة والتنمية قد يخسرون ما تبقى لهم من مصداقية، كما هو الشأن بالنسبة لبقية الطبقة السياسية في المغرب، بعد أن قبلوا بتشكيل الحكومة دون ضمانات حقيقية من الملك محمد السادس، وهو ما قد يتسبب في اضطرابات اجتماعية مستقبلا، في ظل تنامي مشاعر الإحساس بالنقمة وغياب العدالة الاجتماعية لدى مجموعة كبيرة من سكان المدن والبوادي. وأضاف مولاي هشام، الملقب من قبل وسائل الإعلام ب«الأمير الأحمر»، في مقال رأي نشر في عدد شهر يناير الحالي من «لوموند ديبلوماتيك» تحت عنوان: «الأنظمة الملكية: الهدف المقبل للربيع العربي؟»، أنه رغم عدم سقوط أي ملك حتى الآن، فإن الأنظمة الملكية تعتبر خاسرة بسبب ما ينتظرها من احتجاجات مستقبلية، بسبب الارتفاع الملحوظ في سقف المطالب الاجتماعية لسكان الدول الملكية، «على اعتبار أن الربيع العربي- الأمازيغي مسلسل سياسي مستمر وليس محدودا زمنيا، وهذه الاستمرارية هي التي ستجعله يغير الكثير من المفاهيم السياسية ويحدث تغييرات لم تكن مرتقبة، لأن الفاعلين هذه المرة منبثقون من الشعب وليس من هياكل سياسية موجودة سابقا وذات مصالح». واعتبر «الأمير الأحمر» أن الأنظمة الملكية تعد من الخاسرين بسبب الربيع العربي، رغم عدم سقوط أي من هذه الأنظمة، خاصة على ضوء ما ينتظرها مستقبلا، «رغم صحة الأطروحة القائلة بأن هذه الأنظمة تملك جذورا سياسية وثقافية في المجتمعات التي تحكم فيها، خاصة تلك الملكيات التي واجهت وتزعمت محاربة الاستعمار، إلا أن هذه الشرعية التاريخية لم تعد تصمد أمام ارتفاع المطالب والخطابات السياسية الجديدة، والتي تجعل من الديمقراطية مصدر كل شرعية في السلطة». وأكد الأمير مولاي هشام على ضرورة أن يقوم الشباب بتنظيم أنفسهم في تنظيمات سياسية قادرة على فرض واقع جديد وتوجيه الثورات، معتبرا أنهم أكبر الخاسرين من الربيع العربي، رغم أنهم كانوا في طليعة من قادوا الاحتجاجات في الدول التي عرفت إسقاط الأنظمة الحاكمة فيها، «في حين خرجت الحركات الإسلامية منتصرة لأنها كانت مهيكلة، لكن اعتمادها الخطاب الديني لا يعني أن الشعوب منحتها الضوء الأخضر، بل هي مطالبة بتقديم نتائج ملموسة تعمل على تحسين مستوى عيش هذه الشعوب». ولم يسلم المثقفون العرب من نقد الأمير، حيث أوضح أن «عواطفهم السياسية خانتهم وبدؤوا يروجون لأطروحة أن مؤامرة إسرائيلية-أمريكية تقف وراء الثورات والربيع العربي، لاسيما بعدما امتدت إلى أنظمة ترفع شعارات القومية مثلما يحدث الآن في سوريا، إضافة إلى رفض بعضهم المطلق لوجود الإسلاميين في الحكم، رغم حضورهم القوي داخل المجتمعات العربية، وهو الحضور الذي لا يمكن إغفاله بأي شكل من الأشكال».