فتحت مديرية التجارة الخارجية التابعة لوزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، أول أمس الثلاثاء، تحقيقا حول إغراق السوق بمادة «الأنسولين»، بطلب من شركة «سوطيما» التي تتهم منافسيها بتخفيض ثمن هذه المادة الحيوية وإغراق الأسواق بدواء منخفض التكلفة. وحسب المديرية، فإن هذا الإجراء يأتي بعد أن توصل مفتشوها في 18 دجنبر الجاري بتقرير مفصل من الشركة المشتكية يتضمن إشارات واضحة إلى إمكانية حصول عمليات إغراق للأسواق بمادة الأنسولين منخفض التكلفة. وإذا ما ثبتث صحة المعطيات الواردة في شكاية «سوطيما»، فإن ذلك سيشكل صفعة قوية لمنافسيها. وقد توجهت «سوطيما» إلى مديرية التجارة الخارجية بعد أن عجز مجلس المنافسة عن اتخاذ قرار في الموضوع، إذ إنه، وبعد ثلاث جلسات استماع نطق مجلس المنافسة بقراره النهائي في الشكوى التي تقدمت بها شركة «سوطيما» ضد «لابروفان» بخصوص أثمنة الأنسولين، حيث اتهمت الأولى منافستها في السوق بتخفيض ثمن الأنسولين وإغراق السوق بدواء منخفض التكلفة مما أثر على حضور شركة «سوطيما» في السوق، حيث أقر عبد العالي بنعمور رئيس المجلس بصعوبة البت في النزاع إلى غاية الإلمام التام بكافة جوانب الموضوع، خصوصا جوانبه التقنية والعلمية، ولهذا الغرض طلب توسيع البحث في الموضوع، حتى يكون الفصل قائما على أسس متينة، كما قال إن الوضع المختلف لإنتاج الأنسولين في كلا المختبرين هو الذي أفضى إلى هذا النزاع بينهما. وخلص مجلس المنافسة في ختام مناقشاته بشأن الدعوى التي رفعتها شرطة «سوطيما» لإنتاج الأنسولين ضد منافستها «لابروفان»، التي تمتلك الحق في استيراد هذه المادة الحيوية، إلى وجود اختلالات عديدة في سوق الأنسولين بالمغرب، وحمل المجلس، في تقريره، مسؤولية هذا الاختلال إلى وزارة الصحة، مشيرا، إلى وجود مشاكل فيما يتعلق بتموين السوق المغربية، مؤكدا على الفارق الكبير بين الثمن في المستشفيات العمومية الذي يباع بأثمنة تفضيلية، والثمن في السوق الخاص المتمثل في الصيدليات. وكانت شركة «سوطيما» العاملة في الصناعة الصيدلية، قررت سابقا نقل وحدتها لإنتاج الأنسولين من المغرب إلى الجزائر، ووقف كل الاستثمارات التي تهم تصنيع الأدوية المشتقة من التكنولوجيا الحيوية. وبرر عمر التازي، الرئيس المدير العام للشركة، في تصريح ل«المساء»، القرار الذي اتخذه مجلس الإدارة بكون السعر الذي تشتري به الدولة الأنسولين، والمحدد في 16.80 درهما لا يغطي تكاليف المادة الأولية، في الوقت الذي يباع فيه الأنسولين في الصيدليات ب178 درهما، مشيرا إلى أن مشتريات الدولة من الأنسولين هي الأهم بالنسبة إلى الشركة. وتتهم «سوطيما» الشركة الدانماركية «نوفو نورديسك» بإغراق السوق عبر المستورد «لابروفان»، الشيء الذي أفضى إلى فقدان الشركة المغربية للسوق العمومية عبر طلبات العروض التي تطلقها الدولة، على اعتبار أن منافستها تقدم سعرا يقل بكثير عما تقترحه هي، مما أفضى إلى فقدان «سوطيما» للسوق المغربية، وتكبدها خسائر في سنة 2009 بلغت 3 ملايين درهم. وقال التازي إن شركته طالبت الدولة المغربية بإعمال مبدأ الأفضلية الوطنية، الذي يقضي بالسماح للمنتج الوطني بالبيع بسعر يزيد ب15 في المائة عن السعر الذي يقترحه المستورد الذي يتحمل تكاليف تقل عن المصنع، والعمل على حماية الصناعة الوطنية التي تلبي حاجيات 3.5 ملايين مغربي مصابين بداء السكري.