خلف إعلان الأساتذة الباحثين بكليات الطب والصيدلة عن مقاطعتهم لامتحانات الدورة الأولى برسم السنة الجامعية الجارية 2012 - 2013 بمختلف الكليات بصفة رسمية موجة غضب واسعة في صفوف الطلبة الأطباء، الذين اعتبروا أنفسهم مهددين بسنة بيضاء وأنهم ضحايا يعيشون وضعا «مبهما» بسبب النزاع الحاصل بين الأساتذة ووزير الصحة الحسين الوردي. وأبرز مجموعة من الطلبة كيف أن مصيرهم الدراسي أضحى مهددا في حال لم تفتح الوزارة الوصية حوارا مستعجلا مع الأساتذة، الذين قدموا سيلا من الاستقالات في كل من الدارالبيضاء ومراكش . وفي هذا السياق ، تأسف علاء العيساوي ، المنسق الوطني لطلبة الطب والصيدلة في المغرب على ما آل إليه الوضع بعد جملة القرارات التي اتخذت من طرف وزير الصحة والتي في نظره لم يستشار فيها الأساتذة ولم تؤخذ فيها مصالح الطلبة بعين الاعتبار، معتبرا أن مقاطعة الأساتذة للإمتحانات التي كان من المرتقب إجراؤها في الثاني والثالث من يناير القادم ستكون لها تداعيات على نفسية الطلبة وستعرقل السير العادي للدراسة. وأكد المنسق الوطني في اتصال هاتفي أنهم كطلبة يساندون الأساتذة في مطالبهم التي ستكون مطالبهم في المستقبل، واصفا الطريقة التي تم بها تعديل قانون 10-94 « بغير العقلانية»، مطالبا بفتح حوار مع الأساتذة الباحثين وحماية مصلحة الطبيب والطالب والحفاظ على السير العادي للسنة الجامعية. واستغرب المتحدث كيف أن طلبة الطب بالرباط أخبروا أن من سيقوم بتحضير امتحاناتهم أطباء غير الذين قاموا بتدريسهم، متسائلا عن الأطباء الذين سيقومون بتدريس الطلبة وتكوينهم في حال استمر نزيف الاستقالات منوها بكفاءة الأساتذة الأطباء الذين لا يمكن تعويضهم. وفضح علاء العيساوي مخطط الوزارة، الذي يقول إن إفصاحها عن تعديل المادة 56 من القانون السالف هو مجرد بداية ، بحيث أوضح حسب مصادر موثوقة لديه أن هناك نية في بناء مدرسة خاصة لتكوين الأطباء وجلب أطباء أجانب لتدريسهم وهذا ما اعتبره إضرارا بمصلحة الأطباء والطلبة والمواطنين. من جهته أبرز رئيس مجلس الطلبة بكلية الطب بالرباط ، أن ما أقدم عليه الأساتذة جاء بعد اتخاذ وزير الصحة قرارا « لم يفكر في عواقبه» وأنهم في المجلس يقومون باتصالات مع الإدارة لحل هذا المشكل، موضحا أن تأجيل الامتحانات سيخلق ضغطا لدى الطلبة لكون ذلك سيصادف امتحانات الدورة الثانية. وتحدث عن منحة الطلبة الخارجيين التي مازالت مستقرة في 110 دراهم منذ سنوات السبعينيات، معتبرا أن المنحة الجديدة التي خرج بها قرار وزير التعليم العالي «غير منطقية» والتي ستجعل الطالب الذي يحضر الدكتوراه في الطب يحصل على نفس المنحة التي يتقاضاها طالب الإجازة الذي درس ثلاث سنوات فقط. يشار إلى أن الأساتذة الباحثين التابعين للمكاتب المحلية لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان التابعة للنقابة الوطنية للتعليم العالي خاضوا أمس الأربعاء إضرابا وطنيا إنذاريا كما نظمت وقفات احتجاجية بالمراكز الاستشفائية الجامعية باستثناء أقسام الإنعاش والمستعجلات وأشار بيان صادر عن تنسيقية الأساتذة عن استعدادهم للتصعيد من وتيرة مسلسلهم الاحتجاجي دفاعا عن حقوقهم محملين وزارة الصحة مسؤولية التداعيات المحتملة للأزمة التي يمر بها تدبير القطاع، ومن بين أهم النقط التي يتشبث بها الأساتذة العمل بنظام الوقت الكامل المعدل، مطالبين باحترام حق الأساتذة في الاشتغال بهذا النظام في المصحات الجامعية.