ناقشت ندوة «مظاهر التجديد في المسرح المغربي»، التي أطرها كل من عبد الكريم برشيد ويوسف الريحاني بتطوان، في إطار الدورة الثامنة لفضاء تطاون المتوسطي للمسرح المتعدد، مسألة التجديد في المسرح المغربي ارتباطا بتطور الحياة وعالم التأليف والتشخيص وبروز فرق مسرحية مغربية اختلفت رؤاها للواقع ومحيطها الاجتماعي والفكري. وأشار عبد الكريم برشيد إلى أن الحركة المسرحية المغربية لم تخرج عن ثلاثة سياقات، تمثلت في التيار التأصيلي، أو ما يعرف بالمسرح الشامل، الذي استنبط لغته من المواد الأصيلة والإبداعات القديمة التي تزخر بها الثقافة المغربية (الطيب الصديقي والطيب لعلج نموذجا)، والتيار التجريبي أو التغريبي (نسبة إلى الغرب) الذي اعتمد أدوات غربية في العرض والتشخيص وتفاعل مع فنون العصر ومزج بين السينما والمسرح (نبيل لحلو ومحمد الكغاط ومحمد تيمود نموذجا)، والتيار التأسيسي الاحتفالي الذي مزج بين «روح الشرق وعقل الغرب» في قالب واقعي اعتمد على الفرجة والأداء الذي يستلهم نصوصه من الخطابة والشعر والغناء. من جهته، لاحظ يوسف الريحان، بأن المسرح المغربي المعاصر عكس النماذج المسرحية المغربية المتعاقبة، وتجاوز الصور النمطية التي علقت بأب الفنون وخضع لتغييرات جذرية تمثلت أساسا في الاعتماد على التحولات التكنولوجية الحديثة والتفاعل الملموس مع وسائل الاتصال والاعتماد على الفضاء الافتراضي، خلافا للمسرح التقليدي» التناظري»، الذي يعتمد بالأساس على «المحاكاة».