استغل الوزير الأول عباس الفاسي اللقاء الخاص الذي نظمه المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان أول أمس بالرباط، بمناسبة الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، للدفاع عن حصيلة العمل الحكومي. وقال الفاسي إن الحكومة المغربية نجحت خلال خمس سنوات في تقليص نسبة الفقر إلى النصف، كما خفضت نسبة البطالة من 14 في المائة إلى 9.1 في المائة. كما أعلن عن تخصيص مساعدات مالية للآباء والأمهات في العالم القروي من أجل دعم تمدرس أبنائهم في إطار السياسة الحكومية التي جعلت من بين أولوياتها «محاربة الفقر وتوفير العيش اللائق للمواطنين»، من خلال تخصيص 53 في المائة من الميزانية العامة للدولة لسنة 2009 للبرامج ذات البعد الاجتماعي. من جهة أخرى، اعترف عباس الفاسي، خلال اللقاء الذي نظم تحت شعار «من ترسيخ المبادئ إلى توطيد المكتسبات»، بوجود بعض الاختلالات في مجال حقوق الإنسان بالمغرب، ودعا إلى خطة وطنية حول حقوق الإنسان والديمقراطية وقال إن ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان «ليست فقط مناسبة لاستحضار المكتسبات»، و«لكن لحظة لتقييم المنجزات بنجاحاتها وإخفاقاتها». أما أحمد حرزني، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، فأكد أن المغرب أصبح في «طليعة الدول المتشبثة بحقوق الإنسان». وقال حرزني إن الديمقراطية بالمغرب أمر مفروغ منه، و«لا يحتاج إلى الإتيان بالأدلة التي تعرفونها جميعا»، وأضاف قوله: «من كان يتصور أن المغرب، بما عرفه من خروقات لحقوق الإنسان بعد الاستقلال، سيصبح في مقدمة البلدان التي تطبق الديمقراطية». وفي سياق متصل، اعتبر مصطفى المنصوري، رئيس مجلس النواب، أن المغرب أصبح «يساهم في المجهود العالمي لدعم حقوق الإنسان، بعد أن كان متهما بانتهاكها»، وأشاد كثيرا بما أسماه «واقعية» الحسن الثاني التي «مكنت من تحسين صورة المغرب دون المساس بهيبة الدولة»، وقال: «لقد نجح المغرب في التخلص من الإرث السلبي وتحويله إلى إيجابيات ساهمت في حصوله على وضع متقدم في علاقاته مع الاتحاد الأوربي». ومن جهته، قال والي المظالم امحمد العراقي إن قضية حقوق الإنسان ليست برنامجا ظرفيا بل هي ملف «سيبقى مفتوحا على الدوام»، وإن «حقوق الإنسان لها مفهوم واسع يختزل جميع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية، ودعا إلى ضرورة القيام بتقييم موضوعي لمعرفة «ما تحقق وما لم يتحقق». لقطات من اللقاء < شعر الوزير الأول بالحرج بعدما وضعه المنظمون خلف كل من حرزني ومستشار الملك محمد معتصم، وتوجه عباس الفاسي نحو الكرسي الموجود في قلب المائدة قبل أن يتراجع ويبحث عن المكان الذي خصص له. < قام محمد معتصم، مستشار الملك، قبل انطلاق أشغال اللقاء بدقائق، بحمل اللافتة التي تحمل اسمه ليطلب من عباس الفاسي بهمس تبادل الأمكنة. < جلس الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية جنبا إلى جنب مع السفير الأمريكي بالرباط الذي تابع أشغال اللقاء باهتمام. < تأخر كل من وزير الداخلية ووزير العدل عن الحضور، في حين فضل بعض الوزراء مغادرة القاعة لحظات بعد انطلاق اللقاء.