هاجم إدريس لشكر، الكاتب الأول الجديد لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعض التصريحات المنسوبة إلى قياديين في حزب العدالة والتنمية الذين لم يرحّبوا بانتخابه على رأس الاتحاد، مؤكدا أن الحزب ناضل وسيناضل من أجل استقلالية قراره الحزبي، «وأنا شخصيا أرفض أن يمارس عليّ أفتاتي أو غيرُه أي وصاية، خاصة من شخص ينتمي إلى المرجعية المحافظة التي يمثلها هذا الشخص وحزبه، وهؤلاء الذين يحاولون إلصاق الشعبوية بنا هم أول من انتهجوا الشعبوية بعد وصول حزبهم إلى الحكومة». ورغم مهاجمته الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، فقد وجّه لشكر، الذي حلّ صباح أمس ضيفا على منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء، رسائل «غزل» إلى حزب الاستقلال وأمينه العام حميد شباط، واصفا الحزب ب«الحزب التاريخي الذي يضمّ مجموعة من النخب وليس الشعبويين»، ومرحبا في الآن نفسه بدعوة شباط من أجل التحالف وإحياء الكتلة الديمقراطية، «بشرط أن نتفق مبكرا على النقط التي سنتحالف بشأنها وأن يأتي من صناديق الاقتراع ما يغيّر المواقع التي نحتلها حاليا». ومن جهة أخرى، قال لشكر إن أولوياته في المرحلة المقبلة ترتكز على استكمال هياكل الحزب، متمثلة في اللجنة الإدارية والمكتب السياسي، داعيا إلى التوحد خلال المرحلة المقبلة، من أجل الوصول إلى قيادة حزبية واضحة وصارمة في مواقفها، مع العمل على تجديد وسائل العمل لدى هذه القيادة. وأضاف لشكر أنه لا يمانع في التقدم بجرد لممتلكاته إلى الحزب، في حال ما اتفق كافة أعضاء المكتب السياسي المقبلين على ذلك، «كما أنه يتوجب على الحزب أن يتحول إلى مؤسسة حديثة على مستوى التسيير المالي، من خلال التعاقد مع موظفين ماليين يكونون مسؤولين ويتعرضون للمحاسبة، في حين يتفرغ أعضاء المكتب السياسي للتدبير السياسي للحزب». ورفض لشكر التعليق على عدم تلقيه التهاني من منافسه في الدور الأخير أحمد الزايدي، مطالبا الصحافيين بالاتصال به لسؤاله عن موقفه، نافيا في الآن نفسه أن يكون قد عقد أي صفقة مع الحبيب المالكي من أجل دعمه خلال الدور الثاني للانتخابات، مؤكدا أنه لم يلتقِ به بعد انتهاء الدور الأول للانتخابات، «أما في ما يخص كلا من نوبير الأموي وعبد الرحمن اليوسفي، فأنا لم أتلقّ منهما أي رسالة تهنئة، وهو ما قد يعود إلى العطب الذي أصاب هاتفي المحمول بسبب كثرة الضغط الذي تعرَّض له بعد المؤتمر». ووجه لشكر انتقادات حادة إلى شباب اتحاديي 20 فبراير، ممن أصدروا بيانا ينتقدون فيه نتائج المؤتمر ويعلنون عن فشله، مخصصا بالانتقاد الوجه البارز في التيار، منصف الساخي، دون ذكره بالاسم، «إذ كيف لمن لا يقيم في المغرب أن يتحدث باسم اتحاديي 20 فبراير من العاصمة الفرنسية باريس، في حين أن منهم من شاركوا في المؤتمر ووضعوا أرضيته، ومنهم من دعمني أنا شخصيا، ومنهم من كانوا يترأسون اجتماعات الحركة سابقا». من جهة أخرى، علمت «المساء» أن المرشح الخاسر أحمد الزايدي قد يعقد في الأيام المقبلة ندوة صحافية للحديث عن نتائج المؤتمر الأخير للحزب، دون أن تستبعد المصادر التي تحدثت إليها الجريدة أن يتم الإعلان عن قرارات مهمة خلال الندوة، قد تتمثل في استقالة بعض المحسوبين على تيار الزايدي من بعض المسؤوليات الحزبية وحتى النيابية، في حين استبعد مقرَّبون من الكاتب الأول الجديد احتمال وقوع نزيف في الحزب في الأيام القادمة، «خاصة أن لشكر لا ينوي إقصاء أتباع أي من المرشحين الآخرين، بمن فيهم أنصار ولعلو والزايدي والمالكي، من تولي مناصب في اللجنة الإدارية أو في المكتب السياسي».