بات سكان عدة أحياء في مقاطعة «بني مكادة» متخوفين من «موضة» جديدة للضغط على الراغبين في الحصول على رخص البناء من طرف رئيس المقاطعة وقائد المنطقة، تتمثل في سحب الرخص بعد منحها دون الاستناد إلى أيّ مبرر قانونيّ.. وتوصلت «المساء» إلى إحدى الحالات التي عمد فيها رئيس المقاطعة، محمد الحمامي، إلى سحب رخصة بناء موقعة من طرفه شخصيا، كان قد سلّمها إلى شخص يدعى عبد القادر الحاصول، يرغب في بناء منزل فوق قطعة أرضية يملكها، قبل أن يعود لسحب الرخصة منه دون أن يستند إلى أي مبرر محدد في وثيقة السحب. وتقع هذه القطعة الأرضية في حي «المرس»، في منطقة سيدي إدريس، على بعد حوالي 150 مترا من الأحياء التي شهدت مواجهات دامية بين السكان وعناصر القوات المساعدة، إثر شروع الأخيرة في هدم المساكن التي أقيمت بدون الحصول على ترخيص. وقد برر عدد كبير من المحتجّين وقتها شروعهم في البناء دون سند قانونيّ لكون الحصول على رخصة يتطلب «تقديم رشاوى» لعدد من المسؤولين وأعوان السلطة، وهو الأمر الذي كان يفوق طاقتهم المادية. وكان المواطن الذي سُحبت منه الرخصة قد تقدم إلى والي جهة طنجة -تطوان بشكاية في الموضوع، كما صرح ل«المساء» بأنّ حصوله على الرخصة في 25 شتنبر الماضي جعله يسارع إلى اقتناء مواد البناء التي بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 80 ألف درهم، والتي صارت مُعرَّضة للتلف بعد سحب الرخصة بشكل مفاجئ، مضيفا أنه أضحى «تائها» بين رئيس المقاطعة، الذي يُرجع سبب سحب الرخصة إلى ضغط من قائد المنطقة، وبين هذا الأخير، الذي يُحمّل المسؤولية للحمامي. وصار تصرف رئيس المقاطعة، الذي يوصف من طرف المتضررين منه بأنه «مفاجئ ولا يستند إلى أي سند قانونيّ»، يثير مخاوف الراغبين في بناء منازلهم بشكل قانونيّ، الذين يعتبرون أنه صار يفتح الباب أمام ابتزاز المواطنين، وكذا أمام موجة ثانية من البناء العشوائيّ الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تطورات خطيرة، تصل إلى حد مواجهات أمنية في منطقة شديدة الحساسية اجتماعيا وأمنيا، مثل بني مكادة.