يوما بعد يوم، وعلى أعتاب العيد الأول لميلاد حكومة بنكيران، يظهر أنه على المغاربة الذين سيحتفلون برأس السنة الميلادية هذا العام أن يحتفظوا بالشموع التي سوف يزينون بها كعكة رأس السنة، فأمام الهدايا التي يحتفظ بها بنكيران وحكومته لسنة 2013 يبدو أن المغاربة سيحتاجون من الآن فصاعدا إلى «الشمع والفتيلة» لإضاءة منازلهم وبيوتهم الآيلة للسقوط، بعد أن بشروا الشعب المغربي بالزيادة في فواتير الماء والكهرباء، عاملين بالمثل الشعبي «المعايرة في الوجه صابون وفي الظهر طاعون». لكن بنكيران -الذي انشغل، منذ تعيينه رئيسا للحكومة، بالبحث والتفتيش عن العفاريت- أصبح بعد مرور سنة كمن «يفتش على جوا منجل وطربوش العجل وسروال الجمل»، في حين أن الجن الحقيقي هو الذي يسكن في فواتير الماء والكهرباء التي سوف يطبقون زيادة عليها، تماما كما الزيادة في «البوطاكاز»، وقبلهما الزيادة في «ليصانص والمازوط»... حتى أصبح لدى المغاربة يقين بأن هذه الحكومة «مضروبة» على الزيادة في المواد القابلة للاشتعال، ولم نسمع -مثلا- أنهم رفعوا أسعار المشروبات الكحولية والتبغ أو رفعوا الضرائب المفروضة على أصحاب الحانات ومتاجر الخمور ومزارعي عنب الخمور أو الرسوم التي يخضع لها استيراد «الكافيار» والأجبان الفرنسية الفاخرة التي يزينون بها أطباقهم أمام المدفآت كل ليلة حين يكون الشعب «مكمش» في صناديق الإسمنت من شدة البرد. حين يقول بنكيران إن الشعب «كايسمع ليه» فكأنه يقول لنا «الحرة إلى صبرت دارها عمرت»، فبحلول سنة 2013، التي لا تفصلنا عنها سوى أيام قليلة، ستصبح بيوت المغاربة عامرة بالفواتير التي ستسقط على رؤوسهم تماما كما كانت تسقط فوق رؤوس جداتنا مساحيق التصبين والعلكة التي كان «الماريكان» يرمونها من طائراتهم سنة 1942، لذلك على المغاربة أن يحضروا من الآن «الفتيلة والشمعة والمجمر والفاخر»؛ والشمعُ، الذي كان المغاربة يرمونه دون احتساب في صناديق الأولياء الصالحين، سوف يصبح له شأن أمام صندوق «المْقُوصة» وليس المقاصة الذي تريد الحكومة التخلص منه وتعويض ثقوبه من جيوب «أولاد باب الله»، وكأن هذه الحكومة، التي جاءت على حين غفلة وسط الربيع العربي تقول للمغاربة الذين صوتوا عليها: «المحبة الزربانة مفرقة في نهار». الظاهر أنه مع الحكومة الحالية، التي ألبستها مريم بنصالح «الخروق» ويريد شباط أن يغيرها لها بالتعديل الحكومي المبكر، ستطبَّق، بعد الزيادة في الغاز والماء والكهرباء والبنزين، وصفة الفيلسوف الألماني بريخت الذي تساءل ذات مرة بشكل استنكاري: «ألن يكون من الأسهل على الحكومة أن تحل الشعب وتنتخب آخر بديلا عنه؟»، فمع الزيادات التي يريدون أن يدفع فاتورتها الشعب بعد أن «وقروا» أصحاب «الشكارة»، ستصبح فئة «المزاليط» المغاربة تجري في كل اتجاه تماما كما جرى أجدادنا في المثل العامي «إلى شفتي المزلوط غادي زربان عرف مول الفلوس مسخرو»؛ ومع الزيادات التي أشعرت الشعب بتطبيقها بحلول سنة 2013، قد يصبح «بنكيران هو اللي مسخرو». ومع الحكومة الحالية، التي تبحث عن «الصرف» حتى في الجيوب المثقوبة للفقراء، قد يفرضون ضريبة جديدة على المواطنين بسبب «العصا» التي يقول بنكيران إن البوليس أصبح ضحية لها، وقد يصبح امحند العنصر أول وزير داخلية يتقدم بشكوى إلى المنظمات الحقوقية الدولية ضد الشعب الذي يضرب البوليس في الشارع، على حد شهادة بنكيران في البرلمان؛ أما الهراوات التي تكسر عظام المواطنين في الشارع العام والزيادات في الأسعار التي ستقضي على آمال المغاربة فليست، في رأي بنكيران، سوى «الحجرة من يد الحبيب تفاحة».