سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
برونو بارد: من الصعب تحويل المهرجان إلى سوق عالميّ للأفلام المدير الفني لمهرجان مراكش السينمائي أكد بأنه لا وجود لخط تحريريّ للمهرجان بالتطرق للمثلية والسياسة
نفى برونو بارد، المدير الفني لمهرجان مراكش السينمائي الدولي، نفيا قاطعا أن يكون للمهرجان خط تحريريّ يقضي بإدراج أفلام تتحدث عن المثلية الجنسية أو تتطرق لها، كما نفى أن تكون للمهرجان وجهة نظر سياسية من خلال إدراج أفلام من إيران وبلدان العالم الشيوعيّ السّابق. عقد برونو بارد، المدير الفني لمهرجان مراكش السينمائي الدولي، أول أمس، لقاء من الصحافة المغربية والأجنبية من أجل الحديث عن تفاصيل تتعلق بتسليط الضوء على المهرجان وأفلامه خلال هذه الدورة، وأشار برونو بارد، الذي يتولى الإدارة الفنية لمهرجان مراكش منذ 10 سنوات، إلى أن «المهرجان يحقق طفرة نوعية وكمية كل سنة على مستوى الأفلام المعروضة». وتفاخر بارد أمام الصحافيين بأنه يشاهد أكثر من 1200 فليم في السنة، وبأنّ هذا الكم من المشاهدة يتيح له تغطية شاملة لأغلب ما يُنتج في العالم من أفلام، ويضعه في صلب حركية الإنتاج السينمائي العالمي. وقال بارد، في الندوة ذاتها، إن هذا هو دأبه منذ أكثر من 20 سنة، مما أتاح له التوفر على عين ناقدة وحس سينمائيّ عال، مكّناه على الدوام من تمييز الفيلم الجيد من الرديء. وفي جوابه على أسئلة ل»المساء» حول موضوعة المثلية أو الشذوذ الجنسي، وما إذا كان هذا الموضوع «أولوية» حتى يجري التركيز عليه في اختيار هذه الأفلام للمشاركة في مسابقة المهرجان الدولي، نفى برونو بارد وجود مثل هذا الخيط الناظم الذي يتحدث عن المثلية أو يطرحها، واكتفى بالقول إن «ذلك قد يكون مجرّدَ صدفة أن يجريّ طرح مثل هذه الموضوعات في أفلام تنتمي إلى بلدان مختلفة، وإن المُحدِّد الرئيسيَّ عند لجنة القراءة والتقييم هو المقاييس الفنية والجمالية». وحين سألته «المساء» عما إذا كان هذا يُعبّر عن ذوق لجنة الاختيار، نفى بارد، جملة وتفصيلا، أن يكون للجنة مثل هذا المقياس في اختيار أفلام المسابقة، مشيرا إلى أن «طرح موضوع المثلية في أكثر من فيلم في المسابقة الرسمية لا ينبغي التعامل معه بحساسية، وأن المقياس العامّ هو القوة الفنية والجمالية والبحث السينمائيّ وأن الموضوع الأسمى هو تكريم الإنسان في كل حالاته وطرح القضايا والمعضلات التي تواجهه في عالم اليوم وتهدد كرامته وحقه في الحياة». وتابع برونو قائلا إنه يعرف جيدا مجال الصحافة والإعلام، وبالأخص النقد السينمائيّ، حين عمل كمسؤولِ تواصل، وبالتالي فإن آراء النقاد والصحافيين كانت بالنسبة إليه تكملة وإغناء للمنتوج السينمائي نفسِه. وفي موضوع متصل، عقّب بارد على سؤال ل»المساء» حول ما إذا كان قد جرى اختيار عدد من الأفلام في المسابقة الرسمية للمهرجان لأسباب سياسية، مثل الحرص على إشراك أفلام من إيران وكوبا وعدد من البلدان التي عرفت أنظمة شمولية، مثل أستونيا وتشكوسلوفاكيا، وهل للمهرجان خط تحريريّ يصبّ في هذا الاتجاه، نفى المدير الفني لمهرجان مراكش الدولي أن يكون لهذه التظاهرة السينمائية خط تحريريّ يصب في هذا الاتجاه، وقال إنّ «مهرجان مراكش لا يتبنى مواقف سياسية، وإنما صلب اهتمامه جوهره هو قيمة هذه الأفلام على المستوى المهنيّ والفني وليس شيء آخر». وبدا بارد منفعلا وهو يجيب عن سؤال «المساء»، خصوصا أنه جرى استهلال اللقاء بهذه الأسئلة التي ألقت بظلالها طيلة النقاش، وأردف أنه لا يعيب مطلقا مثل هذه القراءات من بعض النقاد أو المتابعين، لأنه يؤمِن بأنّ النقد هو في العمق فعل سينمائيّ. وحضرت مواضيع أخرى في حديث برونو بارد، من بينها إشارته إلى أنه «من الصعب تماما أن يتحول مهرجان مراكش السينمائي الدولي إلى سوق تجارية للأفلام في الوقت الراهن رغم وجود بعض «المُشترين» في المهرجان، وأن هذا يمكن أن يحدث على المدى الطويل، بسبب وجود منافسة شرِسة من قِبَل مهرجانات عالمية»، مشددا على أن «الأساسيَّ هو أن يتحول المهرجان إلى مهرجان فني عالميّ للسينما، وبعد ذلك يمكن أن يتحول إلى مهرجان عالميّ، كما حدث، مثلا، مع مهرجان كان السينمائي، الذي بدأ فنيا قبل أن يتحول إلى وردة المهرجانات الفنية والتجارية، أو عدد آخر من المهرجانات، مثل برلين وشنغهاي وميلانو، الذي قتله الأمريكيون»، على حد تعبير بارد، لتصمد عدة مهرجانات منها تورنتو وتوسان، مشيرا، في الأخير، إلى أنه «ليس هناك أيّ تناقض بين الفني والجمالي والتجاري وأن الهدف هو الوصول إلى تحقيق التكامل بين هذه العناصر في مهرجان مراكش السينمائي». من جهة ثانية، يدخل الفيلم المغربي «زيرو»، لنور الدين لخماري، غمار المسابقة الرسمة لتجريب حضوره في هذا المحفل، وكل الآمال معلقة على أن تحصل السينما المغربية على فيلم متكامل ومُشرّف.