تعاني الكثير من السيدات في مجتمعنا المغربي من مشكلة التصبغات الجلدية وعدم توحد اللون في الجسم، لأسباب عدة مثل الوراثة، تغيرات ما بعد الولادة وأيضا حرارة ورطوبة المناخ ببلادنا. ولكن ينبع أساس المشكلة من أعماق خلايا أجسامنا و تحديدا من خلية تنتج جسيمات الميلانين (صبغة) التي تعد الأساس في تحديد لون الإنسان ويكون زيادة إفراز هذه الصبغة الناتج عن خلل هرموني يؤدي إلى عدم توحد اللون في الجسم، وظهور بقع ملونة تظهر على أجزاء مختلفة منه، خاصة: الوجه والرقبة ومناطق الثنيات أو مناطق المفاصل مثل الركب والأكواع وتسمى التبصغ الجلدي. - ما تعريفكم دكتور للتصبغات الجلدية؟ إن فرط التصبغات الجلدية هو زيادة التصبغ الطبيعي للجلد في منطقة أو مناطق معينة من الجسم، ومادة الميلانين هي المسؤولة عن اللون الذي نراه على بشرتنا، وحين تفرز الخلايا الصبغية الكثير من اللون، قد يؤدي هذا إلى تلون البشرة. - ما هي أنواع التصبغات الجلدية؟ هناك نوعان، منها ما هو فوق الأدمة، أي سطحي وآخر تحت الأدمة أي عميق ويمكن تصنيفها إلى: أولا: وراثية، مثل الوحمات والشامات وبعض أنواع النمش قد تظهر هذه التصبغات منذ الولادة أو في أي مرحلة عمرية لاحقة. ثانيا: مكتسبة، مثل الكَلف وهو ما يحدث غالبا في فترة الحمل أو مع كثرة التعرض للشمس، والكَلف له توزيع خاص على الوجه، حيث يصيب الوجنتين والصدغ والأنف والشارب ومنطقة الجبهة. - هل وجود التصبغات الجلدية دليل على حدوث خلل هرموني بجلد البشرة خاصة؟ إن إفراز تصبغات على مستوى جلد البشرة خاصة، ما هو إلا خط دفاعي تستعين به البشرة لتتمكن من حماية نفسها بشكل ذاتي، وخاصة حين تعرض بشرة الوجه ، لالتهابات على سبيل المثال، فإنها تفرز هرمون msh، هذا الأخير الذي إن زادت نسبته، فإنه يؤدي إلى ظهور التصبغات على مستوى جلد البشرة. - من هم أكثر الناس عرضة للتصبغات الجلدية وما أسبابها؟ تظهر هذه التصبغات عند المرأة، خاصة في فترة الحمل نتيجة لاختلالات هرمونية في هذه الفترة بالذات، أو بسبب تناول بعض أنواع موانع الحمل أو المحفزة لحصوله، حيث يتم تحفيز الخلايا الصبغية ويظهر الكلف، كما قد تظهر لدى بعض النساء، بسبب استعمال الماكياج أو العطور على الوجه، وكذا نتيجة استعمال بعض المواد الطبيعية على البشرة خاصة، ك«الصابون البلدي وأيضا التنظيف بواسطة كيس الحمام الخشن»، ولا يسلم منها الرجال بدورهم بسبب تعرضهم المفرط والمباشر لأشعة الشمس. والتصبغات بصفة عامة، تظهر غالبا على المناطق المكشوفة من الجسم أو المعرضة للشمس وهي الوجه والرقبة ومنطقة الصدر واليدين. - هل من أمراض تسبب التصبغات الجلدية؟ نعم، تحدث البقع الجلدية بسبب بعض الأمراض العضوية مثل السمنة أو السكري أو بعض الأورام الباطنية وأيضا حب الشباب، وغالبا ما تظهر معها تصبغات بشكل معين على مناطق الرقبة وتحت الإبطين. - ماهي الأدوية التي تحدث التصبغات بالجلد؟ أدوية الكورتيزون ومشتقاتها بعض أنواع موانع الحمل أدوية الصرع أدوية الأورام والسرطانات - بعض المضادات الحيوية وأيضا تحدث تصبغات بسبب تهيج الجلد مع استعمال أشياء موضعية مثل المواد التجميلية المجهولة المكونات، أو بعض مزيلات العرق أو العطور. وكما سبق وذكرنا قد يكون هناك استعداد وراثي لدى بعض الأشخاص لحدوث مثل هذه التصبغات، تبعا لدرجات لون الجلد في العائلات، فالبشرة الداكنة السمراء، لديها قابلية أعلى لحدوث تصبغات جلدية من البشرة الفاتحة، وذلك بسبب زيادة نشاط الخلايا الصبغية. - ماهي سبل العلاج والتخلص من التصبغات الجلدية، خاصة على مستوى بشرة الوجه؟ يعتمد العلاج أولا، على تجنب الأسباب الرئيسية، المؤدية لحدوث التصبغات، مثل إيقاف الأدوية أو استبدالها أو وقف استعمال المواد الموضعية المهيجة للجلد أو معالجة بعض الأمراض المسببة للتصبغات، إلى جانب استعمال الكريمات الموضعية التي قد يصفها الطبيب المختص مثل التقشير الكيميائي الذي يجب أن يتم تحت إشراف مختص وكريمات التفتيح، إلى جانب اتباع نظام غذائي متوازن. - هل يمكن التكهن بالمدة اللازمة لتتخلص المرأة من التصبغ الجلدي بوجهها؟ أبدا، لا يمكن التكهن بطول أو قصر مدة العلاج، حيث يعتمد ذلك على درجة التصبغ ومدته وأسبابه، كما يعتمد على نوعية البشرة ودرجة لونها الأصلي والاستعداد الوراثي للشخص، وتقبل تلك البشرة للعلاج، ولذلك قد نجد شخصين بنفس درجة لون الجلد، ولديهما نفس المشكلة ولكن يتحسن أحدهما بشكل جيد جدا مع العلاج ولا يتحسن الآخر، و لذلك لابد من اتباع تعليمات الطبيب والمداومة على استعمال العلاج بدقة والصبر وعدم التعجل للحصول على النتائج المرغوبة.