أصيب الدكتور بوجمعة الزاهي الطبيب السابق للمنتخب الوطني لكرة القدم والجيش الملكي حاليا بنوبة مرضية تطلبت تدخلا جراحيا دقيقا بالمستشفى العسكري واستنفارا لأطباء مختصين في جراحة الدماغ لإعادة عقارب الوعي إلى دورانها، وإلى غاية كتابة هذه السطور لازال الزاهي مكبلا بأنابيب ضخ «السيروم» وعلى غرفته عبارة ممنوع الدخول في انتظار رحمة من الشافي جلت قدرته. وبعد يومين من إصابة الزاهي نقل ممرض الوداد البيضاوي حميد سوير إلى إحدى مصحات الدارالبيضاء وهو خارج الوعي، بعد هبوط مفاجئ للضغط الدموي من شدة مضاعفات داء السكري الذي مارس شططه على ممرض يعالج اللاعبين نهارا ويتحمل قسوة الألم ليلا. قبل هذا التاريخ غاب طبيب الوداد الدكتور عبور بسبب مرض طارئ، وقضى الدكتور السايح عضو اللجنة الطبية لأولمبيك خريبكة فترة طويلة من العلاج إثر إصابته بسهم ناري في مركب الفوسفاط لم تعلن إلى الآن أي جهة مسؤوليتها عن الغارة، وكاد الرجل أن يفقد أصابع اليد لولا الألطاف الربانية، وفي بداية الموسم الرياضي نزل محمد زعكور ممرض الرجاء البيضاوي ضيفا لمدة أسبوع على مستشفى ابن رشد من أجل استئصال ورم في بطنه أبعده عن كرسي البدلاء لفترة طويلة، وخضع الدكتور زوكار المعد النفسي لعملية جراحية دقيقة على مستوى البصر، وأجرى ممرض النهضة السطاتية عملية لتصحيح السمع وقس على ذلك من الإصابات التي تعرض لها الأطباء والممرضون وكأنهم خارجون للتو من حرب أهلية. يعيش الطاقم الطبي للفرق الرياضية على إيقاع ضغط مزدوج، فهم مشغولون بترميم أعطاب اللاعبين ومعنيون بحالات الإصابة التي تقع في المدرجات، لكن وعلى الرغم من الدور الهام للهيئة الطبية إلا أن البعض لازال يتعامل مع هذه الفئة كقطعة ديكور في أثاث الفريق، ولا يلتفت إليها إلا إذا ابتلع لاعب لسانه أو تعطلت إحدى حواسه الخمس. خارج أوقات الدوام الرياضي يضطر الكثير من الأطباء والممرضين إلى تلبية رغبات اللاعبين والمسيرين، فيهرعون لتقديم إسعافات تحت الطلب لأهاليهم وذويهم ولا بأس من استكمال الأجر بدواء مجاني يعفي من تحرير وصفات مكلفة، بل إن بعض الأطباء اختاروا سبيل الإفلاس بعد أن تركوا عياداتهم في عهدة ممرضات يؤجلن مواعيد زيارة الزبناء وفق برنامج المنافسات الرياضية. حين تأسست قبل ثلاثة أشهر جمعية لعلاج ورم الشتات الذي ينتشر في الوسط الطبي، تصدت الجامعة لهذا الإطار الجمعوي وصنفته في خانة نقابة «الطبة والفراملية» التي تحرض على الرفض والاحتجاج. أوصى مسؤول جامعي رفيع المستوى رئيس ودادية الأطباء بتجميد الكيان الجديد بلقاح مضاد للنشاط والحيوية والتلاحم، ودعاه إلى دفن الوليد خوفا من تناسل تكتلات لا تنفع معها أقراص الجامعة المنومة، وابتلاع فكرة التلاحم مرتين في اليوم قبل الأكل وبعده وكأنه صيدلي يشرح طرق استعمال دواء. أغلب الأطباء الذين يشتغلون في مجال الكرة يعملون دون تعاقدات، وفئة منهم تكتفي بالمنح كالصدقات الجارية، وفئة ثالثة اختارت التطوع ابتغاء أجر ثابت، أما في الأقسام السفلى فوجود طبيب على كرسي البدلاء هو نوع من البريستيج، بل إن العديد من الفرق لا ترى مانعا في ضم طبيب عام أو بيطري أو طبيب توليد نساء إلى لائحة اللجنة الطبية، ومنهم من يصر على علاج الأعطاب بالنصيحة استنادا إلى القول المأثور «سول المجرب لا تسول الطبيب».