تدخلت القوات العمومية، ليلة أول أمس الخميس، لفضّ معتصم للطلبة الممرضين أمام مقر وزارة الصحة في الرباط، احتجاجا على المرسوم الذي يتيح لطلبة القطاع الخاص اجتياز مباريات الولوج إلى الوظيفة العمومية. وجاء التدخل الأمني لفرق مختلطة من القوات المساعدة والشرطة عقب تحوُّل الاعتصام، الذي كان من المقرر أن يُرفع في حدود الساعة السابعة من مساء أول أمس، إلى مبيتٍ أمام الوزارة، بعدما رفض مجموعة من الطلبة المغادرة وقرروا الاستمرار في الاعتصام. وقد دخل المسؤولون الأمنيون في حوار مع أعضاء التنسيق الوطني لخريجي وطلبة معاهد الصحة لإقناعهم بضرورة فك الاعتصام أمام الساحة المقابلة لمقر وزارة الصحة. وبعدما تم إخبارهم أنّ الطلبة يرفضون المغادرة، بعد أن قرروا المبيت، جاءت أوامر صارمة بالتدخل الفوريّ لفضّ المعتصَم. وقد حج إلى مستشفى ابن سينا في الرباط مجموعة من الطلبة للاطمئنان على زملائهم، الذين نقلتهم سيارات الإسعاف بعد التدخل الأمنيّ، الذي وصفوه ب«المباغت»، فيما قام المعتصمون بإخلاء الساحة المقابلة لمقر الوزارة، إلى حين عودتهم مجددا للاحتجاج صباح يوم أمس. وكشف محمد عريف، عضو التنسيق الوطني لخريجي وطلبة معاهد الصحة، في تصريح ل«المساء»، أن عدد الإصابات جراء التدخل الأمني وصلت إلى حوالي 11 إصابة نُقلت إلى مستشفى ابن سينا في الرباط، وتم تسجيل كسر يد طالبة من معهد تكوين الأطر في الميدان الصحي بأكادير، إضافة إلى إصابات متفاوتة الخطورة. واعتبر عريف أن «الاعتصام أمام وزارة الصحة جاء في ظلّ تعنت وزير الصحة وتشبثه بالمرسوم الذي يريد أن يعادل دبلوم خريجي مدارس التكوين الخاصة مع دبلوم أطر متخرجة من معاهد الدولة، إذ إن الطلبة عقدوا مجموعة من اللقاءات مع وزير الصحة من أجل الوصول إلى حل، غير أن الوزير ظل يعطي التزامات شفوية بتجميد المرسوم». وأوضح عريف أن «ما يطالب به الطلبة على مستوى المرسوم هو تغيير المادة ال17 منه، من خلال سَنّ مرسوم آخر لتجاوز هذا المأزق، أما الوعود الشفهية فلا تلزم الوزير، لأننا لاحظنا أنه حتى المحضر الذي سبق أن وقّعته الحكومة السابقة مع الأطر العليا المعطلة تنصلت منه الحكومة الحالية، فبالأحرى وعود غير مكتوبة». وقد عاد الطلبة الممرضون، صباح أمس، للاحتجاج من جديد أمام مقر وزارة الصحة، في إطار اعتصام لمدة 48 ساعة، رافعين لافتات تطالب بمناظرة تلفزيونية وإذاعية مباشرة مع وزير الصحة، الحسين الوردي، لتوضيح مواقف كل طرف من المرسوم المثير للجدل. وتعرف معاهد التكوين في الميدان الصحي، منذ أكثرَ من شهرين، مقاطعة للدراسة والتداريب، مما يهدد السير العادي للسنة الجامعية، خاصة أن الطلبة سبق أن هددوا بسنة بيضاء في حال لم تتمّ الاستجابة لمطالبهم.