صعد إلياس العماري، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، من لهجته، في افتتاح أشغال المؤتمر الجهوي للحزب بمكناس، صباح أول أمس السبت، ونعت الإسلاميين ب«الظلاميين»، وهو الوصف الذي استعاره من معجم الطلبة اليساريين في الجامعة. العماري الذي سبق له أن دخل في مناوشات مع قياديي حزب العدالة والتنمية حذر مما أسماه محاولة الإسلاميين السيطرة على الدولة، بعدما امتلكوا الشارع والحكومة، قائلا إن هذه المحاولة هي أخطر ما يهدد البلد. وأشار العماري، الذي تحول إلى نجم بالمناسبة، إلى أن مشروع الإسلاميين في المغرب يتم باسم «ربيع» تحول إلى «خريف». وتحدث العماري عن الإسلاميين باعتبارهم كتلة واحدة تقسم الأدوار فيما بينها، فأوضح بأن الجناح الجهادي، في إشارة إلى السلفيين الجهاديين، يعملون على تغيير ما يسمونه المنكر بالسيف، بينما يحاول الجناح السياسيي، المجسد في الأحزاب السياسية، تغيير المنكر باللسان، أما الجناح الدعوي فهو يعمل بالقلب، وفق تعبير إلياس العماري، الذي ذكر بأن هذا المشروع يهدد المغاربة في الوجود، حسب تعبيره. وبلغ الهجوم حدته في كلمة العماري عندما نعت قياديي العدالة والتنمية ب«المرضى النفسانيين الذين يعانون من ازدواجية الشخصية، وهو من أخطر الأمراض النفسية»، ودعا الأطباء النفسانيين المغاربة إلى العمل على تقديم الإسعافات لهؤلاء، ومنهم الطبيب النفساني سعد الدين العثماني، الذي يعتبر عضوا قياديا في حزب المصباح، ووزيرا للخارجية باسمه في حكومة بنكيران. واستغرب العماري محاولة جمع الإسلاميين «حلاوة السلطة وشرف المعارضة» كالقلب الذي يجمع بين الصدق والنفاق، وهو أمر مستحيل، يقول هذا القيادي في حزب «البام» وهو يوجه دعوته إلى نشطاء حزبه ل«الدفاع عن هذا البلد واستقلاله وشرفه». وشبه العماري «الحرب» التي تعرض لها حزب «البام» بالهجمة التي تعرضت لها الحركة الوطنية من طرف الاستعمار، بوسائل مختلفة وأدوات مختلفة، ومن قمة السلطة إلى آخر جمعية تدافع عن حي صغير في مدينة منهوكة، ومع ذلك استمر حزب الأصالة والمعاصرة، يقول هذا القيادي. وحاول إلياس العماري تقديم حزب الأصالة والمعاصرة كحزب يدافع عن قيم الحداثة والديمقراطية، وقال إنه ليس مشروعا لأشخاص، في إشارة إلى نعته من قبل خصومه بحزب فؤاد عالي الهمة، كاتب الدولة السابق في وزارة الداخلية، والمستشار الحالي للملك محمد السادس، وأحد المتزعمين لمشروع حركة من أجل كل الديمقراطيين، التي تمخض عنها حزب الأصالة والمعاصرة. وفي السياق ذاته، شن العماري، خلال افتتاح أشغال المؤتمر (الذي أعاد انتخاب الأستاذ الجامعي مصطفى المرزيق أمينا عاما جهويا)، انتقادات لاذعة ضد حركة حماس في قطاع غزة، وهو يتحدث عن القضية الفلسطينية التي حظيت بحضور خاص في افتتاح أشغال هذا المؤتمر. وأشار إلى وجود ما أسماه الإبادة داخل فلسطين، في إشارة إلى اتهام الحركات الإسلامية بالوقوف وراء ذلك. ولم يتردد في اتهام أمير خليجي نعته ب«التاجر الذي يرتدي زي حاكم ولاية» بتعميق مخطط الانفصال بين قطاع غزة والضفة الغربية. وعرّج العماري في انتقاداته للإسلاميين على إسلاميي مصر، الذين نعتهم بالاستعمار الجديد في لبوس آخر، وذكر بأنهم ليسوا هم حكام ميدان التحرير. ودافع ممثل لحركة فتح حضر أشغال هذا المؤتمر عن نفس التوجه. وأشاد البرلماني في قطاع غزة، أشرف جمعة، بإرسال الملك محمد السادس مساعدات غذائية للفلسطينيين، وإنشاء مستشفى ميداني لتقديم الإسعافات للمصابين في الهجوم الإسرائيلي على القطاع. ونعت الملك المغربي ب«الملك الحكيم» مقابل من أسماه «تاجرا في زي مخادع»، في إشارة إلى أمير خليجي لم يسمّ في أشغال هذا المؤتمر بالاسم.