أمر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمدينة سطات، أول أمس السبت، بإيداع خمسة أشخاص السجن الفلاحي عين علي مومن على ذمة الاعتقال الاحتياطي بعد إحالتهم من طرف الضابطة القضائية بتهمة التهريب الدولي للسيارات والتزوير والنشاط المحظور والارتشاء. وكانت عناصر الدرك الملكي قد أوقفت المتهمين ليلة الخميس الماضي، أثناء دورية اعتيادية كانت تقوم بها حين أثار انتباهها وقوف سيارة فاخرة بالطريق الجهوية رقم 308 الرابطة بين مدينتي سطات ولفقيه بنصالح، إذ تم استفسار شخصين كانا على متنها عن أسباب وجودهما في ذلك المكان، فأفادا بأنهما يتحدران من قلعة السراغنة ويمتهنان المطالة، وأنهما كانا في انتظار صاحب السيارة الذي اتجه نحو قلعة السراغنة لتغيير إطار السيارة الذي أصيب بعطب. عناصر الدرك الملكي شكت في أمر المعنيين بالأمر، خصوصا بعد الارتباك الذي أبدياه في الرد على أسئلتها، فقامت باقتيادهما نحو مخفر الدرك الملكي لتنقيطهما على الناظم الآلي وتنقيط السيارة، وموازاة مع ذلك راقبت فرقة من الدرك الملكي السيارة المعنية إلى حين حضور صاحبها الذي كان برفقة أحد الأشخاص في سيارة فاخرة، وفور توجهه نحو سيارته تمت محاصرته من طرف عناصر الدرك الملكي في الوقت الذي لاذ صديقه بالفرار، وتم اقتياد صاحب السيارة نحو مخفر الدرك الملكي لتنقيطه، فتبين أن السيارة تحمل وثائق مزورة، حينها تم إشعار النيابة العامة التي أمرت باعتقال المعنيين بالأمر والبحث في الموضوع. ولاستكمال البحث والتحري، انتقلت فرقة من المحققين إلى قلعة السراغنة بعد الاهتداء إلى هوية الشخص الفار وعنوانه، فتبين أنه ينتمي إلى إحدى العائلات المعروفة بترويج المخدرات بقلعة السراغنة، وتم إخضاع منزله ومنزل صاحب السيارة المحتجزة في البروج للتفتيش، ليتم العثور على ثلاث سيارت فاخرة تم حجزها من طرف عناصر الدرك الملكي، وأثناء التحقيقات تبين أن الأمر يتعلق بشبكة متخصصة في تهريب السيارات من الخارج وبيعها بموريتانيا بعد أن يتم التشطيب عليها من السجل الخاص بالسيارات المستوردة مؤقتا. البحث سيقود أيضا عناصر الضابطة إلى شخصين آخرين اعترفا بدورهما بالمنسوب إليهما، فيما أكدت مصادر «المساء» أن المشتبه فيهم حاولوا إرشاء المحققين بحوالي ستين ألف درهم، وبعد إخضاع المشتبه فيهم لمجريات البحث التمهيدي تم وضعهم رهن تدابير الحراسة النظرية باستشارة النيابة العامة قبل إحالتهم على أنظارها للنظر في صك الاتهام الموجه إليهم.