الرباط محمد الرسمي أكدت دراسة حديثة حول الاستغلال الجنسي للقاصرات في المغرب أن 70 في المائة من القاصرات اللواتي تعرضن للاستغلال الجنسي تتراوح أعمارهن ما بين 11 و16 سنة، خمسة في المائة منهن فقط من لجأن إلى الشرطة والجمعيات المهتمة بالمرأة والطفولة، في حين فضلت 40 في المائة منهن القبول بالأمر الواقع، واستمررن في المعاناة بصمت. وأبرزت الدراسة، التي أنجزها منتدى الزهراء وشملت عينة تمثيلية مكونة من 419 فتاة قاصرا، أن 55 في المائة من المستغلات جنسيا جئن من أوضاع أسرية غير مستقرة، خاصة الأسر التي تعاني من التفكك أو التي عرفت وفاة أحد الوالدين، في حين أن نسبة 20.8 في المائة من أفراد العينة يوجد أحد أفرادها في السجن، و30 في المائة اعتبرن أن العلاقة بين الوالدين سيئة للغاية. وصرحت 44.2 في المائة من المستجوبات أنهن غير قادرات على الحديث مع آبائهن فيما يخص مشاعرهن وعلاقاتهن الخاصة، في حين أكدت 55.8 في المائة أنهن يفتقدن للحب والحنان داخل أسرهن، في الوقت الذي تحدثت 42.7 في المائة من المستجوبات عن تعرضهن للعنف من طرف الأسرة بشكل دائم أو في أغلب الأحيان. وأشارت الدراسة إلى أن 58.7 في المائة من المستجوبات فكّرن في مساعدة آبائهن نظرا لظروفهن الاجتماعية الصعبة، في حين أن 40 في المائة من المستجوبات اعتبرن أنفسهن عالة على أسرهن، و60 في المائة قررن ولوج عالم الشغل بمحض إرادتهن، رغم أن 80.6 في المائة من المستجوبات اشتغلن قبل السن القانونية للعمل، والذي حدد في المغرب في 15 سنة. وأكدت الدراسة أن 44.9 في المائة من الفتيات القاصرات تعرضن للاستغلال الجنسي في الشارع، في حين أكدت 20.5 في المائة من المستجوبات أنهن استغللن جنسيا في أماكن العمل، إضافة إلى نسبة 15 في المائة تم استغلالهن في أوساط العائلة، و10.3 في المائة داخل المدارس. وخلصت الدراسة إلى أن الحاجة المادية هي التي دفعت 50.4 في المائة من المستجوبات للقبول بالاستغلال الجنسي، لكنهن يبقين غير راضيات عن المقابل الذي يتلقينه، حيث أثبتت الدراسة أن 28.4 في المائة منهن يحصلن على أقل من 50 درهما مقابل استغلالهن جنسيا، في حين أن 24.5 في المائة منهن يحصلن على ما بين 100 و200 درهم مقابل الخدمات الجنسية، وهو ما يولد إحساسا بالانتقام من المجتمع لدى نسبة 20.9 في المائة من المستجوبات، وشعورا بالذنب لدى 14.4 في المائة منهن. وأوضح التقرير أن 42.7 في المائة من الفتيات اللواتي تم استغلالهن جنسيا يتعاطين المخدرات بكل أنواعها (الحشيش، الغبرة)، في حين أكدت 36 في المائة من المستجوبات أنهن يتعاطين للكحول، و21.3 في المائة أكدن تعاطيهن للحبوب المهلوسة، وهو ما دفع معدي الدراسة لاستنتاج أن تراجع القيم الأخلاقية والدينية، يساعد بدرجة كبيرة على قبول الفتيات القاصرات الاستغلال الجنسي.