يبدو أن طواف محمد الوفا خلال شهري نونبر ودجنبر، والخاص بالمجالس الإدارية لأكاديميات التربية والتكوين، لن يمرّ مرورا الكرام. فمجموعة من الهيئات الحقوقية والنقابية والجموعية تُعدّ العدة لتنظيم صيغ نضالية لاستقبال وفد الوزير بالاحتجاجات المناسبة لبعض قراراته وخرجاته المثيرة للجدل، وخصوصا المكاتب المحلية والإقليمية والجهوية لمجموعة من النقابات التي أضربت ونظمت عدة وقفات احتجاجية، دعت فيها إلى إلغاء مجموعة من القرارات الوزارية، ونددت ببعض خرجات الوزير «اللا تربوية» ذهب بعضها إلى حد مطالبته بالاعتذار أو والاستقالة أو الإقالة.. ولعل إشكالية تدبير الزمن المدرسي، الذي يُصرّ الوزير على تفعيله، رغم صعوبة التفنيد، بسبب البنية التحتية لبعض المدارس الابتدائية (قلة حجرات الدرس) ستكون في قائمة المحتجين الدين يستقبلون الوزير في معظم جهات المملكة. وستتكون أولى محطاته اليوم في أكاديمية سطات، والتي اعتبرتها مجموعة من المكاتب النقابية الإقليمية والجهوية، المنزعجة ببعض قراراته وخرجاته، فرصة لاستقباله بطرق مختلفة من الاحتجاجات. فالوزير، الذي سطع نجمه كواحد من الوزراء الجريئين والمتحدّين لعدة هيئات، بفرضه مجموعة من الإجراءات التي يعتبرها تربوية وحلا لإنقاذ المنظومة التربوية، الغارقة في وحل العبث، يترأس اليوم في مقر ولاية سطات الدورة الأولى للمجلس الإداريّ لأكاديمية جهة الشاوية -ورديغة، حيث ستتم مناقشة نقطة فريدة تتعلق، أساسا، بميزانية الأكاديمية لسنة 2013. أربع نقابات تستقبل الوزير يجد محمد الوفا، اليوم الثلاثاء، في استقباله ممثلين ومنخرطين داخل المكاتب الجهوية للنقابات الأربع الأكثر تمثيلية، ويتعلق الأمر بالنقابة الوطنية للتعليم (ف. د. ش.) النقابة الوطنية للتعليم (ك. د. ش.) والجامعة الوطنية للتعليم (ا. م. ش.) والجامعة الحرة للتعليم (ا. ع .ش. م.) التي تعتبر نقابة حزب الوزير الاستقلالي، والتي لم تستسغ -بدورها- قرار الوزير المتعلق بالزمن المدرسيّ. فقد أصدرت النقابات الأربع بيانا مشترَكاً أكدت فيه عزمها على تنظيم وقفة احتجاجية للمسؤولين النقابيين في مختلف الأجهزة المحلية، الإقليمية، الجهوية والوطنية، اليوم الثلاثاء، كخطوة أولى أمام مقر الأكاديمية، لمدة ساعة من العاشرة صباحا إلى الحادية عشرة، متبوعة بمسيرة نحو مقر الولاية تزامنا مع انعقاد المجلس الإداريّ للأكاديمية، الذي سيترأسه وزير التربية الوطنية. وفي مقدمة مطالبهم التشبث بتقليص عدد ساعات العمل إلى 26 ساعة في التعليم الابتدائي، بما فيها ساعات التربية البدنية، والمطالبة بحذف الساعات التضامنية في التعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي. كما اعتبرتها فرصة شجب -حسب بيانها الذي توصلت به «المساء»- ما اعتبرته «أساليب الاستفزاز والتضييق والترهيب والترغيب التي تمارسها الإدارة بنيابات الجهة». وأكدت تضامنها مع هيئة الإدارة التربوية في معركتها العادلة والمشروعة، منددة ب»استهتار الوزير بمطالبها وإقبار الاتفاقات التي حصلت حول ملفها». كما طالبت ب»إنقاذ المدرسة العمومية من التدهور الذي وصلت إليه»ن بسبب ما وصفته ب(»السياسات التعليمية الارتجالية، الترقيعية والانفرادية للمسؤولين الذين تعاقبوا على تدبير القطاع». ممثلو الصحافة ليس نقابيو التعليم وحدهم من «سيستقبلون» وفد السفير السابق داخل جهات المملكة بالاحتجاجات. فمجموعة من ممثلي وسائل الإعلام مازالوا يُصرّون على حضور أشغال تلك المجالس، التي مُنعوا من حضورها بقرار من الوزير وبدون تبريرات واضحة. فالإقصاء الذي طال ممثلي المنابر الإعلامية، بكل أشكالها وأنواعها، من حضور المجالس الإدارية التي انعقدت في النصف الثاني من الموسم الدراسي المنصرم مازال غامضا وغير مستوعَب من طرفهم، ولو أن الوزير التربوي ختم جولته حينها بتنظيم ندوة صحافية، لأن حضور أشغال تلك المجالس هو السبيل الوحيد لنشر كل غسيل القطاع، عوض الاستماع إلى طرف واحد (الوزير) بخصوص اجتماعات حضرها المئات من موظفي القطاع وشركائهم.. تلك المجالس التي تعرف إثارة عدة مشاكل وإكراهات ومطالب لمنتخبين وأطر تربوية وإدارية وممثلي قطاعات عمومية وخاصة، وتسببت في حالة غضب واستياء شملت الممنوعين من الحضور ومجموعة من أعضاء المجلس الدين كانوا يراهنون على نشر مطالبهم وانتقاداتهم واقتراحاتهم.. مازال لم يتراجع عن قرار المنع. كما طالب مجموعة من الآباء والأمهات وأولياء أمور التلاميذ في جهة الشاوية ورديغة بفسح المجال لوسائل الإعلام لحضور أشغال المجلس الإداري، من أجل الكشف عن تفاصيل ما تمت مناقشته والوقوف على مستوى ممثليهم، سواء داخل قطاع التربية الوطنية أو في مجالس الجماعات المحلية والإقليمية والبرلمان، مؤكدين عدم ثقتهم في بعض ممثليهم وفي مدى قدرتهم على تشخيص واقع معاناة التلاميذ داخل مجموعة من المؤسسات التعليمية.