أحمد بوستة لم تمنع الأمطار التي تهاطلت على مدينة الدارالبيضاء، أول أمس السبت، من تنظيم وقفة احتجاجية ضد قرار هدم «نافورة» البيضاء وإحداث المسرح الكبير مكانها، وقدرت بعض المصادر عدد المشاركين في هذه الوقفة بحوالي 500 مشارك، رددوا شعارات مناوئة لقرار الهدم، داعين في الوقت نفسه إلى الحفاظ على الموروث الثقافي والعمراني للمدينة. وقال سراج الدين، رئيس جمعية «ولاد المدينة» خلال هذه الوقفة إن «الوقفة تأتي في سياق وقف قرار إعدام واحدة من معالم مدينة الدارالبيضاء التي تعد ركيزة اقتصادية للمغرب، إلا أن هذا المكسب ظل مثقلا بالأعطاب ويعاني الكثير من الجراح»، وأكد أن هناك تحكما عن بعد في تسيير هذه المدينة، وأضاف أن العاصمة الاقتصادية تسير حاليا بدون بوصلة. وأكد سراج الدين، في الكلمة ذاتها، أن الدارالبيضاء توجد اليوم خارج كل التوازنات المجالية، وأصبحت رهينة الإسمنت والزجاج، وقال «لا يمكن أن نقبل كبيضاويين وبيضاويات محو ذاكرة البيضاء معماريا وإنسانيا، وسيتم التصدي لكل السياسات التي تحاك ضد المجال العمومي كالمدينة القديمة والكرة الأرضية ونافورة ساحة محمد الخامس». واعتبر مجموعة من الغاضبين من قرار هدم نافورة الدارالبيضاء أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي ضد هذا القرار، معتبرين أن سلسلة جمع التوقيعات ما تزال مستمرة، حيث هناك رغبة في جمع حوالي مليون توقيع ضد هذا القرار، حفاظا على الموروث الإنساني لمعالم الدارالبيضاء، مؤكدين أن هناك فضاءات أخرى تسمح ببناء المسرح الكبير، بعيدا عن مكان النافورة التي تشكل موروثا ثقافيا بالنسبة إلى جميع البيضاويين. وكانت الوقفة فرصة للاحتجاج على طريقة تعامل السلطات العمومية مع قضية الانهيارات المتتالية للمنازل، حيث أكد بعض المحتجين أن هناك غضا للطرف على هذه الإشكالية التي أصبحت تشغل الرأي العام المحلي، داعين إلى إيجاد مخرج لهذه القضية، بغية جعل حد لسلسلة الوفيات الناجمة عن انهيار المنازل.