تسببت صورة لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران رفقة الإسرائيلي عوفير برونشتاين في اندلاع مواجهات بين إسلاميي التوحيد والإصلاح وبعض المحسوبين على التيار اليساري، خلال الوقفة التضامنية مع قطاع غزة يوم الجمعة الماضي، والتي نظمتها مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين.
وبعد مرور بعض الوقت على بداية الوقفة التي احتضنتها الساحة المقابلة لمبنى البرلمان وسط العاصمة الرباط، رفعت إحدى المشاركات المنتمية إلى منظمة يسارية تنشط في ميدان مقاومة التطبيع مع إسرائيل صورة لبنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رفقة الإسرائيلي عوفير برونشتاين، الذي سبق له أن حل ضيفا على المؤتمر الأخير لحزب العدالة والتنمية، مما دفع خالد السفياني إلى التدخل من أجل مطالبتها بإزالة اللافتة، وعند رفضها قام بانتزاع اللافتة بالقوة وتمزيقها.
عقب ذلك، اندلعت مواجهات كلامية حادة بين الإسلاميين المنتمين لحركة التوحيد والإصلاح وبعض اليساريين الذين اتهموا المهاجمين بالاستقواء بالسلطة من أجل منع فضح ما أسموه «تطبيع حزب العدالة والتنمية مع إسرائيل» وقمع الأصوات المناهضة له، في حين اتهمهم الإسلاميون بكونهم «حفنة وأقلية داخل المجتمع، تريد أن تعود إلى الصورة بعد أن فقدت تعاطف مكونات المجتمع معها لصالح الإسلاميين، وهي الملاسنات التي كادت تتحول إلى تشابك بالأيدي، لولا تدخل بعض أعضاء اللجنة المنظمة، دون أن تتدخل قوات الأمن التي كانت موجودة بمحيط الوقفة.
وفي نفس السياق، قالت السعدية الولوس، المسؤولة عن منظمة مناهضة التطبيع، إن تدخل السفياني لانتزاع صورة بنكيران وبرونشتاين يبقى تدخلا غير مفهوم، «لأننا جئنا هنا من أجل الاحتجاج على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومعه على كل أشكال التطبيع مع هذا الكيان الغاصب، دون تمييز بين تطبيع حزب العدالة والتنمية أو غيره».
من جهته، رفض السفياني التعليق على الحادثة، مؤكدا أن المجموعة الوطنية لمساندة العراق وفلسطين سبق لها أن أصدرت بيانا فيما يخص زيارة برونشتاين إلى المغرب، وهو «ما يعني أن المكان والتوقيت لم يكونا مناسبين للاحتجاج على هذه الزيارة التي مضت عليها عدة أشهر».
وفي سياق متصل، شهدت مجموعة من مساجد طنجة وقفات احتجاجية، شارك فيها الآلاف من سكان المدينة، تضامنا مع أهالي غزة جراء العدوان الإسرائيلي عليهم، وهي الاحتجاجات التي انطلقت عقب صلاة الجمعة من أهم أهم مساجد المدينة.
واجتمع المحتجون أمام مساجد طارق بن زياد وبدر ومعاذ بن جبل والقنطرة وغيرها، والموزعة على مناطق كاسابراطا ووسط المدينة والسواني وبنديبان، في وقفات احتجاجية دعت إلى بعضها هيئات مدنية، في مقدمتها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة المقربة من جماعة العدل والإحسان، حيث رفع المحتجون شعارات تؤكد على تضامن الشعب المغربي المطلق مع شقيقه الفلسطيني، وتدين العدوان الوحشي الذي انطلق قبل 5 أيام على قطاع غزة المحاصر.
ودعا المحتجون الحكومة المغربية بصفتها حكومة دولة عضو في مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف حازم من أجل وقف العمل العسكري الإسرائيلي على أهالي غزة، كما دعوا الحكومة التي يقودوها حزب العدالة والتنمية، ذو المرجعية الإسلامية، إلى العمل على إصدار قانون يجرم التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
ولم يفوت المحتجون الفرصة للتنديد بملتقى «ميدايز»، الذي ينظمه معهد «أماديوس»، والذي يشرف عليه إبراهيم الفاسي الفهري، نجل المستشار الملكي ووزير الخارجية السابق الطيب الفاسي الفهري، الذي تزامن انعقاده مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، مستنكرين استدعاء الملتقى لشخصيات إسرائيلية، متهمين إياه بالترويج للتطبيع.
وأدان المحتجون سياسة الصمت التي اختارت جل الحكومات العربية انتهاجها، معتبرين أن الربيع العربي قطع مع منطق التنديد الشفوي، داعين إلى موقف عربي وإسلامي موحد وحازم ضد العدوان على غزة.